قصيدة زجلية بعنوان " متبوعين أُو الله المعين ".

بقلم سعيد إدريسي

مْتْبُوعِينْ أُو الله المُعِينْ
(كلام من التجربة و الواقع)
*****

اتَّقَاوْ الله فْنْفُوسْكُمْ يَا بَشَرْ
مُستقبَل الأمّة فِي خَطَرْ
عْلاشْ الفُرُوقْ الاجْتِمَاعِيَّة
بِينْ النّاس وْ عْلاشْ الْوْجْهِيَّة
حْتَّى مْنْ الْمنظُومَة التّعلِيمِيّة
دْخْلاَتْهَا الاِعْتِبَارَات الشّخْصِيّة
اوْلاَدْهُمْ هُومَا خُصُوصِيِّينْ
أُو اوْلاَدْ الْمْزَالِيطْ عُمُومِيِّينْ
شُوفُوا شْوِيَّة لْوْلاَدْ الْمَسَاكِينْ
رَاهُمْ بِينْ أَرْبْعْ حْيُوطْ مْحْصُورِينْ
عِيبْ أُو عَارْ هَادْشِّي فْالدِّينْ
********
مُقْرَّرْ مْسْطُوكِي مْحْرُوسْ
مَا يْقْرَا فِيه غِيرْ اللِّي زْهْرُو مْنْحُوسْ
بْحَالْ جَلاَلْ أُو عبد الأمِينْ
اللِّي هُومَا زُوجْ اوْلاَدْ مَسَاكِينْ
بالصّحْ أُو الْعَمَلْ أُو الْجِدّ أُو الْيَقِينْ
كَانُواْ فْقْرَايْتْهُمْ دِيمَا مْتْفْوْقِينْ
حْتَّى وْصْلُواْ الْمْرْتَبَة اللِّي كَانُواْ يْتْمْنَّاوْ
قَالُواْ دَابَا عَادْ نْتْهْنَّاوْ
سَاعَة عَادْ بْدَاتْ الْمَشَاكِلْ
اللِّي تَابْعَة الْفُقَرَاء جِيلْ عْلَى جِيلْ
********
بْدَا جَلاَلْ دَاكْ الْمْسْكِينْ
إِهْضْرْ عْلَى حْقُّو اللِّي فْجْيُوبْ اخْرِينْ
جْرَى أُو جَارَى حْتَّى طَابُواْ الرّجْلِينْ
وَ لاَ اخْدِيمَة بْحَالْ اوْلاَدْ اخْرِينْ
اللِّي بْالْفْلُوسْ دِيمَا طَالْعِينْ
يَا قْرَاوْ يَا كَانُواْ مْتْغْيْبِينْ
حِيتْ مُسْتْقْبَلْهُمْ فْجْيُوبْ الْوَالِدِينْ
غِيرْ بْتْدْوِيرَة الْوَظَائِفْ مْشْتْتِينْ
********
مْلِّينَا أُو عْيِينَا مْنْ هَادْ الأَوْضَاعْ
أُو بْغِينَا نْرْجْعُواْ حْقْنَا اللِّي ضَاعْ
كْنَّا آلاَفْ الْبِطَالِيِّينْ
اللِّي شَوَاهِدْهُمْ فْالْوِزَارَة مْنْسِيِّينْ
بْغِينَا نْسْمْعُواْ صُوتْنَا لِلْبَرْلَمَانِيِّينْ
عْلاَّ وَ عَسَى نْلْقَاوْ شِي عَمَلْ
نْخْدمُواْ بْلاَدْنَا أُو نْحَارْبُواْ الْمَلَلْ
********
وْقْفْنَا قْدَّامْ الْبَرْلَمَانْ
أُو تْمَّا كُلّ وَاحْدْ فْشْخْصِيْتُو اتْهَانَ
رْجْعْنَا فْحَالْنَا مْهْلُوكِينْ
مْنْ جْهْدْ الزّْرَاوْطْ دْيَالْ شِي وْحِدِينْ
اللِّي بْفْلُوسْ كْثِيرَة مْكْرِيِّينْ
بَاشْ إِهْرْسُواْ لِينَا السّْنِّينْ
حِيتْ عْلَى بَالْهُمْ حَاسْبِينَّا خْدَّامِينْ
أُو عْلَى الْفُوضَة مْجْمُوعِين
********
كِيفْ إِتْقَالْ عْلِينَا فْلاَّحِينْ
مْنْ بْعْدْ هَادْ السّْنِينْ
اللِّي دْوّْزْنَاهَا فْالْمُؤَسَّسَاتْ
أُو الْيُومْ الْوَظَائِفْ عْلِينَا هْرْبَاتْ
******
نْوْصِّيكْ يَا فْلاَّحْ
قْنْعْ بْمَا عْطَاكْ الْفْتَّاحْ
الأرْضْ عْطِيهَا تْعْطِيكْ
أُو كُلّْ مَا زْرْعْتِيه فِيهَا تْرْجْعُو لِيكْ
أَمَّا شُغْلْ الدّْوْلَة خَاطِيكْ
وَخَّى تْكُونْ مْظْلُومْ اللُّومَة عْلِيكْ
فْأَرْضْكْ الْهْنَا أُو رَاحْة الْبَالْ
اللِّي شِي خْدْمَة أخْرى فَاشْ تْصِيبُو مُحالْ
إِجِيكْ الْخِيرْ أُو التّْيسِيرْ
أُو أَجْرْكْ عْند الله كْثِيرْ
يَا الْفلاّح يَا مُولْ الْقَلْبْ الْكْبِيرْ
********
أُو مْنْ بْعْدْ هَادْ الْغَرَائِبْ
تْحْيَا أَرْضْ الْمَغْرِبْ
وَخَّى حتّى شْفْنَا فِيهَا عَجَائِبْ
رَاهَا سَاكْنَة الْقْلِيبْ
********
يَا هَادْ الْقَلْبْ الْمَحْرُوقْ
وَخَّى لاَ خْدْمَة لاَ حُقُوقْ
نْبْغِي بْلاَدِي دِيمَا فُوقْ
هَادْ النَّاسْ وْقْتَاشْ تْفِيقْ
أُو لِلتَّقَدُّمْ تْشْدْ طْرِيقْ
حْنَايَا بِهُمْ عَايْقِينْ
أُو هُومَا فِيهَا زَايْدِينْ
بْلاَ مِلَّة وَلاَ دِينْ
حَاشَا وَاشْ إِكُونُواْ مُسْلِمِينْ
********
هَادْ الْحَالَة مَا تْدُومْ
لاَ بُدّْ غَايْجِي دَاكْ الْيُومْ
اللِّي يْفِيقْ فِيه الْمَحْرُومْ
أُو الْمُغتَصَب أُو الْمَظْلُومْ
أٌو كُلْ مْنْ وْعَى بْحْقُّو الْمَهْضُومْ
غَضَبْهُمْ إِتْفْجّْرْ
كُلْشِي عْلَى حْقُّو يْهْضْرْ
أُو الظَّالْمْ مَا يْتّْعْذْرْ
*****
دْوَامْ الْحَالْ مْنْ الْمُحَالْ
الْحَالَة مَا فِيهَا مَا يْتْقَالْ
أُو الْمْسْكِينْ عْلَى رَاسُو عْوَّالْ.

من تأليف سعيد إدريسي

إن هذه القصيدة الزجلية، تضعنا رأسا في أحضان العمق الشعبي؛ البئرالأولـي للحكمة، وتفرض علينا الإنصات للغته الشعبية العفوية والتلقائية، التي تسعف الطبقة الشعبية في التعير عن واقعها المعيش والمكتوب،الحاملة لكلامه وأمآله وألآمه وأحاسيسه، وذلك من خلال الكشف عن المضمون الفكري العميق، الذي تختزنه هذه العبارات الشعبية، المنضوية تحت لواء الأدب الشعبي؛ هذا الذي يربطنا بأصولنا ومن خلاله نتعرف على ثقافتنا الشعبية، بل يمدنا في غالب الأحيان بالعون الفكري والوجداني الذي لامناص منه للعيش في الحاضر والسير في طريق المستقبل...لأن الزخم الشعبي يظل يعيش في أعماقنا الواعية واللاواعية، من هنا تنبجس القيمة الفنية للزجل، حيث هو فن ممتع ووثيقة شاهدة، ومعهما تنبثق جماليته.
كلمات تتجاوب مع الأنسان في مستوى حياته اليومية ، ويبقى الصوت المسموع فيها هو صوت الكلمة الهادفة، والفهم لناضج، والحس الصادق

» قصيدة شعرية صغيرة بعنوان خاطرة شاعر ليل
» خطبة بعنوان: العمل عبادة نحقق به شرفنا ونضمن به مصيرنا
» ندوة دولية بعنوان: تعليم وتعلم اللغات" ديداكتيك التعدد اللغوي" I – الوضعية الراهنة والمقاربات
» قصيدة عن الأم
» قصيدة محمد رويشة