المدير العام المــدير العام منشئ المنتدى
عدد المساهمات : 1009 نقاط : 2828 تاريخ التسجيل : 29/11/2011 العمر : 12 الموقع : https://albahito.alafdal.net
| موضوع: خطبة بعنوان: العمل عبادة نحقق به شرفنا ونضمن به مصيرنا الجمعة مارس 23, 2012 2:52 pm | |
|
الخطبة الأولى
الحمد الله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ,ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .من يهده الله فهو المهتدي ،ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ،وعد العاملين المخلصين بالحياة الطيبة والجزاء الحسن في الحياة الدنيا وفي الآخرة .ومن أصدق من الله قيلا .ومن أوفى من الله عهدا. وأشهد أن سيدنا وعظيمنا وحبيبنا محمدا رسول الله ،آخر من أرسله الله لهداية البشرية ،وأول من دعا إلى العمل فجعله حقا وواجبا على كل إنسان يبني به شرفه ويرفع به نسبه ويقرر به مصيره . فاللهم صل وسلم وبارك على هذا النبي الكريم وعلى آله وأصحابه وعلى كل من اهتدى بهدية إلى يوم الدين . أما بعـــــــــــــــــــد
أيها المسلمون الأفاضل / إن العمل في الشريعة الإسلامية نوع من أنواع العبادة به يتقرب إلى الله ،وبه تكفر السيئات ،وبه تغفر الذنوب .يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من أمسى كالا من عمله أمسى مغفورا له ). وإن الله وهبنا الحياة ليختبرنا أينا يعمل أكثر ,وأينا يعمل أحسن.يقول الله تبارك وتعالى في سورة الملك : ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ). ولقد تضمن للعاملين أن يجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون ,وتعهد أن يضاعف لهم ثوابهم إلى عشرة أضعاف ,إلى سبعمائة ضعف ,إلى أضعاف كثيرة لا يعلم مداها إلاالله .يقول الله تبارك وتعالى في سورة النحل الآية 97 : (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ). ويقول في سورة الكهف الآية 30 : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ). ويقول في سورة الأنعام الآية 160 : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ). ولقد كان الرسول صلىالله عليه وسلم يبين للصحابه أن مباشرة العمل بجد ونشاط لا يقل شأنا عن الجهاد في سبيل الله , إذا كانت النية هي التعفف عن المسألة , والسعي على العيال . فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا مع أصحابه ذات يوم فنظروا إلى شاب جلد قوي قد بكر يسعى فقالوا : ويح هذا لو كان شبابه وجلده في سبيل الله .فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقولوا هذا فإنه إن كان يسعى على أبوين ضعيفين أو ذرية ضعافاليغنيهم ويكفيهم فهو في سبيل الله وإن كان يسعى تفاخرا أو تكاثرا فهو في سبيل الشيطان ). وكان كثيرا ما يقول : ( من طلب الدنيا حلالا وتعففا عن المسألة وسعيا على عياله وتعطفا على جاره لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر ). ولقد بين بسنته الفعلية أن العمل عبادة يتقرب بها المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى كالصلاة تماما . وذلك أنه عندما انتهى من بناء مسجده بالمدينة المنورة شرع في تأسيس السوق وتنظيم الحياة التجارية من بيع وشراء , وتحريرها من كل غش ومستغل ومحتكر . فإذا كان المسجد يرمز إلى أعمال العبادة الروحية , فإن السوق ترمز إلى عبادة الكسب والارتزاق من تجارة وصناعة وزراعة وغيرها . ويعلن أنه : ( ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه , ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه ) . وإن الله سبحانه وتعالى يبين هذه الفكرة بالذات ويؤكدها في قوله تعالى في سورة الجمعة الآيات 9- 10: ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ). فبعد أن أمرنا بترك البيع والشراء عندما ينادي المؤذن لصلاة الجمعة . يأمرنا بالسعي والعمل والإنتشار في الأرض للكسب مباشرة إذا قضيت صلاة الجمعة كأنه عز وجل يأمرنا بتقسيم حياتنا بين سعي وصلاة , بين مسجد وسوق . وكأن من يقعد عن العمل ويتهاون فيه يغضب الله سبحانه وتعالى كالذي يقعد ويتكاسل عن الصلاة . ولأهمية العمل ودوره في الحياة نجد أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه يضرب القاعدين والمتكاسلين عن العمل . ويقول : "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني , وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة , والله إنما يرزق الناس بعضهم من بعض ". هذه هي نظرة الإسلام إلى العمل .فما أجدرنا في هذه الظروف المعقدة التي تجتازها أمتنا أن نصحح تصورنا في العمل فنعتبره عبادة ترفع ذكرنا في الدنيا ودرجاتنا في الآخرة. اللهم اجعلنا محبين للعمل ، واجعل أعمالنا موافقة لشريعتك، واجعلها خالصة لوجهك الكريم . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصيرا)سورة الحديد اللآية 4 وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله أرسله الله رحمة للعالمين ففتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا . فاللهم صل وسلم وبارك على هذا النبي الكريم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الحق المبين .
أيها المسلمون الأكارم/إسمعوا إلى وعد الله الصادق في سورة النور الآية 55 ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذالك فأولئك هم الفاسقون) يبين لنا الله عز وجل في هذه الآية الكريمة أن العمل الصالح النافع والنابع عن الإيمان الصادق هو العامل الأساسي والوحيد في تحقيق مطالب ثلاثة تعمل الأمم جاهدة للوصول إليها. 01/ الإستخلاف في الأرض وعمارة الكون 02/ تمكين الدين المرتضى الذي هو الإسلام وتثبيته في القلوب وتنفيذه في الواقع 03/ إحلال الأمن والطمأنينة والسلام محل الخوف والقلق والإضطراب فمتى توفرت الشروط تحققت النتائج في أي مكان وزمان، فالعمل الصالح هو أساس كل خير ومفتاح كل نجاح وسبب كل تفوق يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياءالآية 105:( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون ) والصالحون هم الذين يقومون بالأعمال الصالحة وأنبهكم أن العمل الصالح : -إما أن يكون دنيويا يخضع لمعايير علمية ودولية متفق عليها ، ويظهر تفوق الغرب علينا تفوقا واضحا فنحن لا نكاد ننتج شيئا ، ولا نكاد نصنع شيئا فميراث الأرض في الوقت الحالي ليس لنا، ولا نستحقه بأي حال من الأحوال. - ويكون العمل الصالح أخرويا ولا يكون هذا النوع من العمل صالحا إلا إذا أمرت به الشريعة الإسلامية ، وقام به صاحبه بإيمان وإخلاص لا ينتظر رقابة مراقب ولا عقاب مسؤول، وإنما يعمله إيمانا بالله واحتسابا له. فعلى هذا الأساس العقائدي العميق، كان من المفروض أن يؤدي الإنسان عمله بكفاءة ومهارة وإتقان ومداومة،ولكن (وقليل ماهم ) يقول الرسول (ص) في حديث رواه أبو يعلى: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ومن هنا فإن العامل بالمصنع والفلاح في المزرعة والإداري في الإدارة ، الذين تم التعاقد معهم والتفاهم على أن يعملوا ثماني ساعات أو ستة ساعات كل يوم ، ويتقاضون مقابل ذالك مرتبا شهريا قيمته كذا وكذا ، فإنهم إن عطلوا أعمالهم أو تهاونوا في أشغالهم ، أودخلوا بعد الوقت أوخرجوا قبل نهايته ، فإنهم يكونون آثمين ، ولإماناتهم خائنين والله سبحانه وتعالى يقول في سورة الأنفال (ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونو أماناتكم وأنتم تعلمون ) أيها المسلمون الأكارم/ إن تطور الأمة في الصناعة والزراعة وازدهار الأسواق ورفاهية المواطن متوقف على تفانينا في أعمالنا وقيامنا بواجباتنا وأدائنا لأماناتنا وتمسكنا بمبادئ ديننا، فلنعمل بجد وإخلاص وتفان وانضباط .والله يقول ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا وشفاء من كل سقم اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير ،واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، اللهم اغفر لنا واغفر لوالدينا وارحمنا وارحم والدينا وقل رب الرحمهما كما ربياني صغيرا سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
| |
|