الفصل الخامس: تاريخ الشاعر:

الفصل الخامس: تاريخ الشاعر:

يتناول
الناقد في هذا الفصل تاريخ الشاعر العربي القديم مركزا على وظيفته في المجتمع
والمكانة التي كان يتبوؤها في كل عصر من
العصور القديمة،:

- الشاعر الجاهلي كان يضطلع بدور حيوي، لا يمكن
الاستغناء عنه فكان شأنه رئيس القبيلة أو كاهنها، فهو يندمج وينصهر في الجماعة ويعبر عنها وهذا ما يفسر احتفاء القبيلة بالشاعر الذي ينبغ
فيها على حد قول بن رشيق.

- وفي العصر الإسلامي لم يتغير دور الشاعر ولم يمكن
الاستغناء عنه إلا أن الانتماء العقائدي حل محل الانتماء القبلي، أما الإنتاج
الشعري فلم يطرأ عليه تغيير ملموس .

ابتداء من
القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري
ستتغير صورة الشاعر وسيتراجع الشعر، نظرا لظهور معارف وأشكال ثقافية أصبحت
تنافس الشعر قبل الكتابة كالوعظ وكتب
تفسير الفقه والحديث.

وعلى الرغم من
كون الشعر ظل يضطلع ببعض الوظائف في النزاعات العقائدية والعرقية ( الشعوبية)،
وإبراز قيم وتصورات جديدة إلا أن هذا الجانب أصبح ثانويا، وهذا يؤشر على تراجع
مكانة الشاعر كما يفسر ذم الشعر والتقليل من شأنه في هذه المرحلة.

وفي هذه المرحلة تفشت ظاهرة الكدية في الشعر ، كما تفشت
ظاهرة السخف عند بعض الشعراء فأصبح الشاعر يشبه بالمكدي والصبي والمجنون ومن هنا
أصبحت كل المعاني معرضة له. فقد يناقض الشاعر نفسه في قصيدتين أو كلمتين وقد يدل
شعره عن ضعف في العقيدة والمذهب دون أن
يحاسب على ذلك. وهذا ما يؤكد حسب الناقد أن الشعراء المتأخرين لم يعودوا مكلفين ،
وبالتالي أصبحوا غير مسؤولين .

التعليق على الفصل:

أكد الناقد في
هذا الفصل على كونه يسعى إلى "تجاوز" الطريقة الثابتة في دراسة تاريخ
الشاعر والتي تتمثل في التركيز على الشاعر وإنتاجه، وفي مقابل هذا سيركز على وظيفة
الشاعر والدافع إلى الإبداع، وذلك عبر العصور الأدبية القديمة.

وقد لجأ كيليطو إلى نوع من التعميم حينما ذكر أن الشاعر
أصبح يشبه بالمكدي والصبي والمجنون، وأن السخف أصبح ظاهرة متفشية في شعر هذه
المرحلة، والواقع أن هذه الصورة تنطبق على أواخر العصر العباسي حينما كان الشعر
يتجه نحو الركود و الانحطاط.

» ميثاق الفصل الدراسي
» الزير سالم
» تاريخ اللسانيات
» تاريخ علم الكلام
» قراءات في شعر الشاعر المغربي محمد بنطلحة