"براءة المسلمين".. من المستفيد؟ AFP
"براءة المسلمين".. من المستفيد؟
النيابة العامة الروسية توجهت بدعوى إلى القضاء، تطلب فيها اعتبار
الفيلم المثير للجدل "براءة المسلمين" فيلما متطرفا. وبهذا الخصوص، أشارت
صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي" إلى أن هذا المُنتج السينمائي الرديء، تسبب
بالكثير من الأذى، في مختلف أنحاء العالم. وتبيَن أن الاستياء الشعبي الذي
اجتاح الشوارع هذه المرة، يهدد بشموليته وتطرفه.
وتعليقا على تداعيات
إنتاج، وعرض ذلك المنتج، الذي يسمى مجازا "فيلم"، قال النائب في مجلس
الدوما ليونيد كالاشنيكوف، إن إثارة الفوضى والاضطرابات، تصب في مصلحة
الإسلاميين المتطرفين، الذين استغلوا هذه المناسبة لإثبات تمسكهم بالدين،
وغيرتهم على رموزه. وأضاف أنه يصب أيضا في مصلحة إسرائيل، التي تريد أن
يفوز ميت رومني بالرئاسة الأمريكية، وكذلك في صالح إيران وسورية المعنيتين
بصرف انتباه العالم عنهما. ذلك أن ما يحدث، يسهم في إلهاء المتحمسين في
الغرب عن المضي قدما في شن "حرب مقدسة" جديدة للقضاء على الشر المتمثل في
إيران.
أما المستشرق سعيد غفوروف، فيرى أن كل ما يحدث من فوضى
واضطرابات، يصب في مصلحة الأمريكيين، الذين تتضمن سياستهم في مجال "حماية
المصالح الاقتصادية"، مـفهوم "التنفيس". وهذا المفهوم، يعتبر الاضطرابات
الدورية، وتدمير الممتلكات، جزء من قواعد اللعبة، التي يديرها الأمريكيون
ببراعة. وكل ما يهم الأمريكيين هو ألا يصل إلى سدة الحكم من يدعون إلى
مقاطعة الكوكا كولا والأسلحة الأمريكية.
أما رئيس معهد الشرق الأوسط
يفغيني ساتانوفسكي فيقول إنه بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية في ليبيا وتونس
ومصر واليمن، لم يبق في هذه البلاد نظام أو قانون. فالشعب الذي خرج لتوه من
تحت سيطرة الأنظمة الدكتاتورية، لديه مفاهيمه الخاصة في ما يتعلق بالحرية.
وهذا الفهم الخاطئ يصب في مصلحة بعض اللاعبين المحليين الراغبين في الصيد
في المياه العكرة، وفي مقدمة هؤلاء: السلفيون وأعضاء تنظيم "القاعدة" الذين
توفر لهم الفوضى والاضطرابات الظروف المثالية لنشاطهم.
عن روسيا اليوم