تازة...لماذا سمي حي 'الكوشة' بالكوشة

تازة...لماذا سمي حي 'الكوشة' بالكوشة

تازا سيتي
تازا سيتي : 06 - 01 - 2012

خليل اليعقوبي *
الكوشة
كلمة عامية تعني الفرن يقال كوشة العافية اي كوشة النار اي الموقد أو
التنور، سمي حي الكوشة بالكوشة لانها منطقة كانت توجد بها أفران لصنع الجير
انطلاقا من الحجر الجيري اعتقد ان هدا هو أصل التسمية، وقد يكون نشاط
صناعة الجير هو النواة التي مهدت لميلاد هذا الحي الموجود بتازة العليا على
موقع الطريق الثانوية المؤدية الى راس الماء وباب بودير في اتجاه الجنوب
الشرقي من مدينة تازة.
حي الكوشة حي شعبي بامتياز، هيكلته العمرانية
يتداخل فيها البناء غير المنظم، وهو النواة والبناء المنظم في تداخل لا
يفقد للحي جماليته، رغم كل شئ و نظرا لحرص السكان على العناية بمساكنهم
سواء في واجهتها أو بداخلها، وقد قيض لي ان ألج كضيف، العديد من الدور
والمنازل فلمست فيها عناية ورونقا وجمالا رغم ضيق ذات يد الناس....
حي
يشهد كثافة سكانية، هرمه السكاني من قاعدة الشباب المعطل من خريجي
الجامعات، الشباب الذي وان كان يشتغل فانه في اطار بطالة مقنعة ليس الا،
ورغم كل شئ فان سكان الحي يؤمنون بالكفاف والعفاف والغنى عن الناس، لا
يطمحون الا الى الحد الادنى من العيش، كبرياؤهم تمل الطموح الى المراتب
الشاهقة لكنهم يريدون ان يحيوا حياتهم بهدوء وسكينة لا تعكرها زيادات مفرطة
خيالية في تسعرة الماء والكهرباء لا يعكر صفوها طرق الباب من طرف جابي من
الجباة لاداء مبلغ ما انزل الله به من سلطان تحت طائلة قطع الكهرباء أو قطع
الماء.
احتجوا واحتجوا حتى ملوا من الاحتجاج، احتج ابناء الحي وبنات
الحي من حملة الشهادات مطالبين بحقهم في الشغل والعيش الكريم أسوة بباقي
الناس/ تلك كانت الخلفية الاجتماعية لما حصل يوم الاربعاء 4/01/2012 وهي
خلفية اجتماعية بامتياز سابقة لاوانها على حد تعبير السيد انويكة، لم تكن
ذات خلفية سياسية، وعادي ان لا تكون لان الناس والبسطاء من الناس لا يهمهم
من استوزر ومن تقلد مهمة دستورية او غير دستورية، الناس يهمها معيشها
اليومي في ظل ازمة خانقة الناس، لها افواه تتبعها لها افواه الابناء
المحتاجين للغداء واللباس ولو في حده الادنى الناس لا يطمحون لسفر في رحلة
مكوكية الى المريخ او القمر.
الناس يطمحون للشعور بالامان على ذات
جيوبهم ولو انها فارغة ،لا يطمحون الى سفر الى باريس من أجل اقتناء عطور
وتسريحة شعر، كل ما ينشدون على الاقل هو أن تبقى جيوبهم في مأمن من غارة
لفاتورة كهرباء أو لارتفاع أسعار مواد حيوية، لانهم ملوا الوعود والاماني
ملوا كل شئ، قد تلأتي به السياسة والسياسييين الى درجة انهم أمسكوا عن
الاقتراع، وكم هم متواضعون ناسنا لا ينشدون المستحيل الا انه في الاتجاه
المعاكس، هناك من يستفزهم هناك من يدفعهم الى اعلان الغضب والنقمة الى
التمرد الاعمى المضر الذي لا يدر ولنا في تاريخنا العديد من العبر، منهم
شهداء كوميرة كما استحلى الغير المؤسوف عليه ادريس البصري ان يصف ومن قبة
البرلمان، وانظر الى نهايته فقد لا حقته لعنة شهداء الكوميرا الى أن مات في
غير أرض الوطن ودفن في ثرى الوطن لكنه كان غريبا انفض عنه كل حوارييه
ومجايليه وكل من أغدق عليه تنكر له، انها العبر.

* ورد في تعليق على فيديو منشور على موقع تازاسيتي

» لماذا الرسول كان يبكي !
» عبد الله العروي: لماذا ترجمتُ «تأملات في تاريخ الرومان» لمونتسكيو