«الهاكرز» قوات ردع مغربية تصيب بورصة الدوحة بالشلل

«الهاكرز» قوات ردع مغربية تصيب بورصة الدوحة بالشلل

توقيف موقع البورصة نجمت عنه خسارة 30 مليون دولار في نصف ساعة

المعطي قبال
المساء : 06 - 01 - 2012

يتوقع أن تعرف السنوات القادمة تدخلا متزايدا ل«الهاكرز»، أي قراصنة الحاسوب الذين أصبحوا اليوم جنودا أشباحا لحروب رقمية غير معلنة،
وهي
حروب بنزعة وطنية متطرفة أو بتوجه مناهض لليبرالية. بدل تبادل القصف
بالصواريخ والقاذفات، وخوض الحروب في الشوارع، يمكن للهاكرز التسلل إلى
المواقع الاقتصادية الحساسة للخصم، لشل قطاعات الماء، المستشفيات،
الطرقات...
غداة تصويت الجمعية الوطنية الفرنسية على مشروع قانون تجريم
إبادة الأرمن، تعرض الموقع الالكتروني للنائبة فاليرى بوير – التى صاغت
المشروع، للقرصنة من قبل نشطاء مؤيدين لتركيا. وكتب هؤلاء باللغة التركية
والانجليزية : «أنتم ، الفرنسيون ، فى حالة يرثى لها وتثيرون الشفقة لأنكم
لم تهتموا بالحقائق من أجل (الحصول على) الأصوات».
كما كتب النشطاء على
الصفحة الرئيسية للموقع: «يجب أن يتحدث برلمانكم قبل أي شيء عن الإبادة –
وهي جزائر. (...) أنتم دولة تحترم حرية التعبير عن الرأي إلى درجة أنكم
تسجنون كل شخص يقول الحقيقة عن أنه لا توجد إبادة للأرمن. أما أنتم، الأرمن
المشتتون، فإنكم جبناء لأنكم لا تملكون الشجاعة لفتح الأرشيف الأرمنى
ومواجهة الحقيقة».
ومن جانبها، أشارت النائبة فاليرى بوير إلى أنها تلقت
تهديدات وأعلنت عن نيتها تقديم شكوى. ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها
الهاكرز، أو قراصنة الحاسوب، في قضية وطنية لاحتلال المواقع الالكترونية
للخصم وتحويلها إلى لوحة إشهارية للدعاية لمواقفهم وأيديولوجيتهم الوطنية.
إذ تأتينا يوميا أخبار اختراق أو احتلال لمواقع مؤسسات رسمية أو لشخصيات
سياسية. مثل التسرب الذي قام به الإسرائيليون داخل برنامج تشغيل المفاعل
النووي الإيراني وإفساده، مما اضطر الخبراء الإيرانيين إلى تأجيل تشغيل
المفاعل إلى حين فحص برمجة التشغيل بدقة وإصلاح ما سببه الهجوم الخارجي في
برمجة التشغيل. وآخر الهجومات تلك التي قامت بها مجموعة هاكرز في اسم
«فوكسيل» ضد موقع قناة BFM الفرنسية، حيث تم تحويل الموقع نحو شريط فيديو
يوتوب ويبدو أن هذه العملية كانت موجهة ضد جماعة الأنونيموس، المجهولون.
وقد أعلنت مجموعة فوكسيل عن نيتها حماية البنية التحتية الرقمية الفرنسية،
وكذلك حماية المواطن الفرنسي ومصالحه. بالمغرب تدخلت ما يسمى بقوات الردع
المغربية في أكثر من مناسبة للرد على هاكرز جزائريين أو لشل مواقع حيوية
قطرية. وقد تسربت هذه القوات يوم السادس عشر ديسمبر المنصرم إلى موقع
البورصة القطري لشله مما تسبب في توقف تعاملات قطر مع أوربا وأمريكا وتم
توقيف الموقع مما نتجت عنه خسائر قدرت ب 30 مليون دولار من التعاملات في كل
30 دقيقة. وسبق أن قرصنت قوات الردع المغربية موقع قطر للغاز. وتبقى جماعة
المجهولين، «أنونيموس»، من أشهر قراصنة الحاسوب. وفي السادس والعشرين
ديسمبر، حصلت الجماعة على بيانات من مؤسسة ستراتفور الأمنية لم تكن مشفرة.
وفي رسالة على الانترنت، قال من ادعى أنه عضو في جماعة «مجهولون» إن
القراصنة استخدموا بيانات بطاقات الائتمان التي حصلوا عليها من ستراتفور
لدفع تبرعات «بأكثر من مليون دولار» لعدة جمعيات خيرية. وسبق لجماعة
«مجهولون» أن ادعت المسؤولية عن هجمات إليكترونية على مؤسسات مالية اعتبرت
معادية لموقع ويكيليكس.
ستعرف السنوات القادمة تدخلا متزايدا للهاكرز،
أي لقراصنة الحاسوب الذين أصبحوا اليوم جنودا أشباحا لحروب رقمية غير
معلنة، وهي حروب بنزعة وطنية متطرفة أو بتوجه مناهض لليبرالية. بدل تبادل
القصف بالصواريخ والقاذفات، وخوض الحروب في الشوارع، يمكن للهاكرز التسلل
إلى المواقع الاقتصادية الحساسة للخصم، لشل قطاعات الماء، المستشفيات،
الطرقات. وإذا تصبح للكومبيوتر، بصفته سلاحا، وظيفة حربية. ألا ينهل معجم
الهاكرز من القاموس الحربي لما يستعمل مفردات مثل: ردع، ضرب، تسلل، هجوم،
تدخل؟ هكذا إن نجحت الدول الغربية في وضع حد لنشاط قراصنة القرن الإفريقي
الذين يجوبون البحر للسطو على السفن وأسر الرهائن، فإنها تجد صعوبة في وضع
حد لنشاط الهاكرز بلا حدود، وهم قراصنة مرتحلون يطمسون هوياتهم وعناوينهم
بنقرة كومبيوتر ليبعثوا من جديد تحت هوية وصفة جديدة. وذلك بعد أن يكونوا
قد خلفوا خسائر جسيمة في صفوف خصومهم.
غول الغلاء
بعد فرحة
الاحتفالات بالأعياد التي ينسى فيها أغلبية الفرنسيين، لمدة أربع وعشرين
ساعة، هموم وضائقة عام مضى، يفيقون عند مستهل العام الجديد على بلاغات تعلن
فيها أكثر من مصلحة عن الهدايا الدسمة للسنة: الزيادة في أثمان النقل، وفي
المواد الغذائية. وستكون الأزمة الاقتصادية بتداعياتها على أصحاب الدخل
المتوسط أو أصحاب من لا دخل لهم من المواضيع الساخنة لعام 2012. كما يتوقع،
إن لم تقدم حلول ناجعة، أن يقفز سقف البطالة إلى 6 ملايين عاطل. وفي
متمنيات رأس السنة التي أعرب عنها المرشحون لرئاسية 2012 أو الشخصيات
السياسية، حظيت الأزمة بحيز وافر. وهي أحد مستجدات الخطاب السياسي الفرنسي.
هذا الحرص يجد تفسيره بالكاد في الظرفية السياسية التي تعيشها فرنسا
باستعدادها لخوض الانتخابات الرئاسيات، لكن تبررها أيضا الأزمة الاقتصادية
على المستوى الأوروبي، بل العالمي والتي دخلت البيوت من أبوابها الرئيسية.
فلا حديث اليوم للفرنسيين إلا عن الغلاء وشد الأحزمة. إلى درجة أن البعض
يتكهن لفرنسا الدخول في مسلسل من التفقير غير المعهود في تاريخها الحديث.
الوجه «المتسامح»
في
مقابلة مع صحيفة «لوموند»، أشار وزير الداخلية إلى أن الإسلام لن يشغل
الحملة الانتخابية لرئاسية 2012. هل يتعلق الأمر بتحول حقيقي في مواقف
والتزامات الوزير الذي لا يفوت المناسبة لمغازلة الأطروحات الإسلاموفوبية،
سواء فيما يخص الحجاب أو اللائكية أو طقوس رمضان، أو الصلاة في الشوارع..
الخ؟ أم أن هذا التصريح لا يعدو كونه موقفا ظرفيا وماركوتينغ لتلميع صورة
حواريي المرشح ساركوزي الذين لا يحظون بشعبية لا في الوسط الإعلامي ولا في
الوسط السياسي؟. المهم أن الوزير صحح معلوماته في أكثر من مسألة، سواء في
أعداد المسلمين، في مشاعر التظلم، في أماكن الصلاة، روح الإسلام، الذي
اكتشف أنه ديانة سمحاء الخ...غير أن هذا التكفير يجب أن يكون مرفوقا
بممارسات من شأنها إشعار مسلمي فرنسا بأنهم مواطنون وبشر.
وإلا بقيت تصريحات غيان مجرد مزايدات انتخابوية.
الحزب الاشتراكي يشحذ خناجره
تحسبا
لطرح ساركوزي رسميا لترشحه لرئاسيات 2012 ، خلال الأيام القادمة، شرع
الحزب الاشتراكي الفرنسي في تعبيد طريقه بالمتفجرات وذلك بالتركيز على
الحصيلة السلبية لخمس سنوات من حكمه. وقد تعاقبت عدة أقطاب من الحزب لمطرقة
هذا الموضوع الذي يبدو أن الاشتراكيين سيجعلون منه حصان طروادة حملتهم
المناهضة لمرشح اليمين، تساندهم في ذلك بقية تيارات اليسار. كان فرانسوا
هولاند، المرشح للرئاسية باسم الحزب، أول من فتح النار على ساركوزي وذلك في
مناسبة متمنيات عيد رأس السنة الميلادية. دعا المرشح رأسا، وبلا مواربة،
إلى طي صفحة ساركوزي، مشيرا إلى أن «عام 2012 سيكون عام التغيير». ثم أعقبه
بيار موسكوفيسي، رئيس حملته الانتخابية الذي هاجم ساركوزي بعبارات قاسية
قائلا: «بالنظر لحصيلته، لو كان له بعض من الكرامة لكان قد عزف عن الترشح..
لن يفلت هذا المرشح-الرئيس من حصيلته..من وعوده، أكاذيبه وإخفاقاته، حتى
وإن ترنح في كل الاتجاهات». وعلى نفس الوتيرة عزف كل من بونوا هامون،
الناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي، وجان-كلود كامباديليس، النائب
البرلماني الاشتراكي. أما الصاخب جان-ليك ميلونشون، المرشح باسم جبهة
اليسار للانتخابات الرئاسية فهاجم بشدة فكرة تطبيق الضريبة على القيمة
المضافة التي اقترحها ساركوزي. «المشكل مع هذا الرجل هو أنه لا يزال يطبق
بطريقة عمياء درسه الديني الليبرالي الذي تمت صياغته منذ أزيد من 20 سنة من
طرف جماعة رونالد ريغان ومارغريث تاتشر والذي لا ينطبق على الوضع الراهن.
كاراتشي غيت تقترب من ساركوزي
في
نفس الأثناء، طفت على السطح من جديد فضيحة الغواصات التي كانت سببا في
العمليات الانتحارية التي أودت بحياة 14 فرنسيا بكاراتشي، وهي الفضيحة
المعروفة بكاراتشي غيت. فقد نشرت صحيفة «ليبراسيون» محاضر إفادة أحد شهود
القضية، وهو موظف سام، جيرار-فيليب ميناياس، الذي استمع له قاضي التحقيق،
رونو فامبيك، يوم 2 يناير. ويشير هذا الأخير إلى أن نيكولا ساركوزي لما كان
يشغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة بالادور، كان على علم بصفقة السلاح التي
أبرمت مع الباكستان والتي رغب الجنرالات في الاستفادة منها بتقاضيهم
رشاوى. وأشار الموظف السامي، الذي شغل منصب المدير الإداري والمالي للفرع
الدولي لإدارة البناء البحري، إلى أن ساركوزي أعطى موافقته عام 1994 لإنشاء
شركة «هاين» التي يوجد مقرها باللكسمبورغ، وهي الشركة التي توجد في قلب
الفضيحة، على اعتبار أن التحويلات سربت إلى صناديقها. وتعزز شهادة ميناياس
حسب جريدة «ليبراسيون» خلاصة تقرير لشرطة الليكسمبورغ مؤرخ ب10 يناير 2010
يشير إلى أن شركة «هاين» تم إطلاقها وتطويرها عام 1994 بموافقة من ساركوزي.
وعلى إثر هذه الإفادة، طالب كل من الحزب الاشتراكي وحزب الجبهة الوطنية أن
يوضح الدور الذي لعبه رئيس الدولة في هذه الفضيحة. هذا مع العلم أن قصر
الإليزيه أشار في مناسبتين إلى أنه لا علاقة للرئيس بالقضية.
الباكالوريا لايت
يطرح
في الأسواق اليوم، الخميس، كتاب جديد لعالم التغذية الفرنسي بيار دوكان.
وهو عبارة عن رسالة موجهة لمرشحي رئاسيات 2012 ولأرباب الصناعة، يتضمن
مجموعة من النصائح لمحاربة الزيادة في الوزن، الذي يعتبره مشكلا صحيا
عموميا. وقد اشتهر الطبيب بطريقته البروتينية التي مكنت ملايين الأشخاص من
التخلص من السمنة. كما اقترح شعبة جديدة في امتحان الباكالوريا في اسم
«الوزن المتوازن»، تمكن الطالب من الحصول على نقاط. واقترح أن يخضع الطلبة
لحصة وزن ست مرات في السنة. الغاية هي تحسيس الطلبة بمسألة الوزن والتغذية
وذلك باستهلاك مواد غير دسمة، ناقصة من الملح والسكر. من بين الاقتراحات
الأخرى: إطلاق مطاعم الأكل السريع تقوم على سندويشات
بالشعير يطلق عليها اسم ماك دو ، نسبة إلى دوكان.

حرب الإنزال السياسي
«الإنزال
بالمظلة» تعبير يراد به تعيين مرشح في دائرة أو منطقة لا ينتمي إليها لا
من حيث الحسب أو النسب. وبموجب عملية التبني هذه يتكفل الحزب بضمان فوزه.
وعادة ما تكون شخصية وازنة في الحزب. وقد يتسبب الإنزال في أحايين كثيرة في
انشقاقات وتصدعات داخل الحزب. اليوم، يعيش هذا الوضع حزب «التجمع من أجل
حركة شعبية» التابع لساركوزي. فبعد الرد العنيف لرشيدة داتي التي واجهت
الحزب ورفضت ترشح فرانسوا فيون بالمقاطعة التابعة لها في باريس، المقاطعة
السابعة، نشب صراع هذه المرة بمقاطعة هو-دو سين بين كلود غيان، وزير
الداخلية وتييريه سولير، الذي عمل أمينا عاما للتكنولوجيات الجديدة
بالتجمع، والذي هو ابن المنطقة، خلافا لوزير الداخلية الذي أنزل مرشحا
للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في يونيو القادم. ما يشفع لتييريه
سولير هو أنه أحد المقربين أيضا من جان ساركوزي ابن الرئيس. على أي يبقى
المرشحان من الساركوزيين الأوفياء. وكما في حالة فرانسوا فيون ضد رشيدة
داتي، سيكون على ساركوزي أن يتدخل لرأب الصدع داخل عائلته السياسية التي
يسعى كل منها للإفلات بجلده تحسبا للخسارة. ويعيش الحزب الاشتراكي بدوره
مشكل الإنزال المظلي لجاك لانغ الذي لا يزال يحلق في الأجواء بحثا عن نقطة
نزول بعدما استنفد حظوظه في شمال فرنسا، التي كان بها نائبا.

» حرب إلكترونية بين الهاكرز المغربي والجزائري
» الأحد, 06 أيار 2012 12:42 تفكيك خلية إرهابية تنشط في عدة مدن مغربية
» بدء أشغال المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس بمشاركة مغربية