يوم لن ينسى على جنبات شاطئ مرتــــــــــــــيل

يوم لن ينسى على جنبات شاطئ مرتــــــــــــــيل

منذ الساعات الأولى التي تلت عصر هذا اليوم شاهدت حركة غير عادية
بشوارع مدينة مرتيـــــــــــل و تطـــــــــوان عامة،إنها لحظات ترقب و انتظار لما ستؤول إليه هذه اللحظة التاريخية في حياة ناديهم المفضل
المغرب التطــــــــوانــــــــــي،و إن سألت عن توقعاتهم فهي تتوزع في الغالب على رأيين؛أحدهما متفائل بحتمية اللقب التطواني المستحق،و ذلك من خلال الثقة التامة بالعناصر التي يضمها هذا النادي الذي أبهر الجميع بروحه القتالية و تنظيمه المحكم،و لذلك فهو يعلق آماله على الوجوه الشابة التي يتشكل منها الفريق و لا يخاف على مستقبل الحمامة البيضاء كرويا،أما الرأي الثاني فهو أكثر من متشائم ،بل مستبعد لاحتمال المجيئ باللقب الغالي من أعماق العاصمة الإدارية،ذلك أن المواجهات الحاسمة للأندية الوطنية مع القطب الآخر للعاصمة بالبطولة الوطنية و الذي يعتبر أكثر شعبية من نظيره الفتح،تركت في نفوسهم انطباعا سيئا بخصوص ما سيؤول إليه الوضع،
و لذلك فهم يسقطون أحكاما مسبقة على ذلك اللقاء الحاسم حتى قبل انطلاقه .
أخيراً وصلت شاطئ مرتيــــــــــــل الذي تجمهرت فيه الجمــــــــــوع حول شاشة عملاقة تم إعدادها للمناسبة،و هنالك أحسست فعلا بشرعية الحلم باللقب الغالي ،بحيث أدركت الأمل الكبير الذي يشع في أعين مشجعي الفريق و الذي يدفعهم للتعبير التلقائي عن حبهم و وفائهم له من خلال هتافات تكسر كل الحواجز و تخترق الآذان لتترك في النفس انطباعا جميـــــــــــــلا عن ساكنة تطـــــــــوان،إنها هتافات تتجاوز حدود القطبية و العصبية المحلية ضاربة في صلب الحس الوطني،لم أدرِ صراحـــــــــة ما الذي أصابني حتى ألفيت نفسي أتفاعل مع الشعارات و الأهازيج التي يرفعها الجمهـــــــور التطوانـــــي الــــــــــــرائـــــــع،و لولا حب النسر الأخضر الذي كبر و ترعرع في وجداني منذ نعومة أظافري لقلت :قلبي دوما معك يا MAT،و لكن على الأقل في تلك اللحظات لا يمكنني أن أنكر بأن فؤادي راح للعاصمة مع أبناء الحمامة البيضاء الأوفياء،فكم أنت رائعة يـــا MAT.
صارت دقائق المباراة تتآكل و الحلم يقترب شيئا فشيئا،و الأعين تتطلع إلى أعلى الشاشة علَّ الوقت يتطاير و يحسم كل شيء بإعلان انتهاء المباراة ،على اعتبار كون نقطة التعادل تعطي اللقب الغالي لأهل الشمال المغربي الذين عهدتهم صراحة بنفحات أجنبية من ذي قبل، خاصة من خلال تفاعلهم الغير العادي مع مباريات الدوري الإسباني،لكن اليوم أدركت تماما ما الذي يدفعهم لذلك،إنها روعة اللعب و مهارة التعامل مع المستديرة و هذا ما جسّده المغرب التطواني ليسلب عقولهم و يملك قلوبهم و يعيدهم إلى أرض الهوية و الأصول بعيدا عن التمسّك بالعصبية للبارسا و الريال الأجنبيين.
أخيرا،و في لحظة تاريخية لا تنسى جاءت فرصة اللاعب بنهنية ليخلص الجموع من حُمّى الانظار،و ذلك بعدما فعل ما يحلو له بدفاع الفتح الرباطي و سدّد الكرة في الركن الأيسر لمرمى عصــــــام بادة،إنها اللحظة التي انتظرها الجميع،هنالك أيقن حتى المشككون بأن اللقب تطـــــــواني لا محالة،و انطلقت عبارات التهاني من الأفواه،و ذلك ما أكدته صافرة الحكم بوشعيب الحرش بعد خمس دقائق إضافية وراء تسعينية اللقاء،يــــــــــا لها من لحظــــــــــــات!!!،حقا لن يكون لقلبي أن ينساك يوما يا تطــــــــــوان،و كم أنت رائع يا من رسمت البسمة على محيا الجمـــــــــــــوع ،أنت يا MAT المغاربة جميعا،و كلمة صادقة في حق الجماهير التطوانية التي أثّثت فضاءات المركب الرياضي مولاي عبد الله المهجور منذ سنوات ربيع المنتخب الوطني،حقا رسمتم الحدث بإبداعاتكم و تستحقون اللقب و زيادة.

و الواضح حتى الآن و أنا أكتب هاته السطور أن المدينة لن تنــــــام،و ذلك ما أتبيّنه من الهتافات التي تتسلل إلى أذني من النافذة،و حركة المرور الغير العادية في الشارع الرئيسي للمدينة،فعلا إنه حدث لن ينسى و ذكــــــــــــراه لن تنمحيَ من مخيّلتي.
*******************
بقلم سعيد إدريـسي

» يوم لن ينسى على جنبات شاطئ مرتـــــــــــيل