I. تقديم
يعد تقويم الكفايات في المجال التربوي من الاشكالات التي اضحت تنزل بثقلها في العملية التعليمية التعلمية لاعتبارات على رأسها أن التركيز لم يعد منصبا على الانجاز أو أداء المعنيين بالتقويم بل أصبح من اللازم الخوض في غمار الأنشطة التي تتوي خلف أي سلوك بمعنى أخر إن التقويم لم يعد محصورا في قياس درجة أداء متعلم أو منفد لمهام قصد اتخاد قرارات بشأن العملية التعليمية و إنما أضحى الأمر يتجاوز هدا المنطق ويستشرف أفاقا أوسع تتحدد في محاولة تحليل العمليات المعرفيةprocessus cognitifs عند المتعلم .
II. مفهوم التقويم
v الدلالة اللغوية:
يحمل المعنى اللغوي للتقويم على وجوه كثيرة من بينها الاعتدال وإزالة الاعوجاج يقول الله تعالى في محكم كتابه "فاستقيموا إليه" أي التوجه اليه دون الالهة ونقول استقام الأمر بمعنى اعتدل كما نقول قوم درأه بمعنى أزال اعوجاجه .
v الدلالة التربوية:
التقويم التربوي نشاط مقصود ومنظم يتوسل بأدوات تربوية لقياس جوانب العملية التعليمية التعلمية قصد تحديد مكتمن القوة فيها لتدعيمها وجوانب الضعف لعلاجها «جميل شعلة التقويم التربوي الاسس والتطبيقات دار الأمين للنشر والتوزيع الجيزة مصر ص:23
ومن هنا تتحدد أهميته التربوية فهو وسيلة تسمح باتخاذ قرارات تهدف إلى ضمان فعالية العملية التعلمية التعليمية ويحاول الكشف كدلك على مدى توفقها في تحقيق الأهداف المرجوة,
يعرف دو كيتيل التقويم على أنه "جمع معلومات تتسم بالصدق والثبات والفعالية، وتحليل درجة ملاءمة هذه المعلومات لمجموعة معايير خاصة بالأهداف المحددة في البداية، بهدف
اتخاذ قرار".
وهناك تعاريف اخرى للتقويم وسنقتصر هنا على دكر البعض منها:
التقويم هو نتيجة قياس الفرق بين الأهداف المسطرة والنتائج المحققة
التقويم تقدير بواسطة نقطة وهو يعتمد طريقة معينة أو مقاييس تدخل في سلوك معين أو إنتاج ما
التقويم عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات أو معلومات كمية أو كيفية عن ظاهرة أو موقف أو سلوك بقصد استخدامها في اصدار حكم أو اتخاذ قرار بخصوص الشيء الدي يقوم.
التقويم سيرورة تهدف الى تقدير المردودية الدراسية وصعوبات التعلم عند شخص بكيفية موضوعية بالنظر الى الاهداف الخاصة ودلك من أجل اتخاد أفضل القرارات الممكنة المتعلقة بتخطيط مساره المستقبلي
III. أهمية التقويم ووظائفه
تعتبر المؤسسة التعليمية منجالا حقيقيا لترسيخ القيم الاخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الانسان وممارسة الحياة الديمقراطية والتقويم يرسخ مجموعة من القيم تتجلى في :
العدل: النزاهة والموضوعية والمصداقية والحد من الاحكام المسبقة
المساواة: تكافؤ الفرص وعدم التمييز في جميع تجلياته
الانصاف:استحضار الفوارق الفردية وجعل التقويم مناسبا للمستوى الحقيقي للمتعلمات والمتعلمات .
أما الوظائف فتتجلى فيما يلي:
الوظيفية التوقعية:التقويم التنبؤ ترتبط بتوقع النجاح المحتمل لاحقا
الوظيفية التشخيصية: تهتم بمعرفة أسباب التي عرقلت التحصيل الجيد وتشخيص الصعوبات المرتبطة بدلك
الوظيفة التكوينية: تهتم باكتشاف أخطاء المتعلمين والمتعلمات وتشخيص الصعوبات المرتبطة بدلك خلال مختلف مراحل التعلم ومعالجتها فوريا
الوظيفة الجزائية: تكون في نهاية كل مرحلة دراسية وتتجلى في عملية تحديد مستوى اكتساب المتعلم للكفايات المسطرة في المنهاج الدراسي واتخاد القرارات المناسبة .
- وظيفة التوجيه(orientation) :
ويقصد بها توجيه التلميذ نحو أنشطة تعلمية معينة، أو نحو شعبة ملائمة لقدراته. وينجز هذا النوع من التقويم قبل بداية تعلمات جديدة، للوقوف على مدى تمكن التلاميذ من مكتسبات سابقة، تعتبر ضرورية للتعلم. ويمكن أن يعتمد هذا التقويم على وضعية إدماج تتعلق بالكفايات التي تم اكتسابها سابقا، أو أدوات اختبارية أخرى يتم استثمارها لتحقيق هدفين أساسين :
تحديد مؤهلات التلميذ لمواصلة تعلم جديد.
تقدير المخاطر التي قد تعوق السير العادي للتلميذ.
- وظيفة التعديل(régulation) :
ولتحقيقها، ينجز التقويم خلال مختلف أنشطة التعلم (التعلم العادي وتعلم الإدماج)، لتدارك نقص أو فراغ ما. وتستعمل الوسائل المعتادة في مجال التقويم التكويني. ويتمثل الهدف من هذا النوع من التقويم في تشخيص أخطاء التلاميذ. وتتحقق وظيفة التعديل إذا تم استثمار هذه الأخطاء في وضع خطة للعلاج(remédiation) وتنفيذها. وفي هذا الصدد، يمكن اتباع المراحل التالية لإنجاز تشخيص فعال :
تصنيف الأخطاء، وخصوصا الشائعة، حسب طبيعتها.
تحليل هذه الأصناف لتحديد أسبابها. ووضع خطة علاجية لتدارك الأخطاء.
وظيفة المصادقة(certification) : وتتجلى في المصادقة على امتلاك التلميذ التعلمات الأساسية، وقدرته على إدماجها في حل وضعية-مشكلة. وينجز التقويم للمصادقة في نهاية التعلم الخاص بكفاية، للتأكد من أن النجاح مستحق، وأن الفشل مبرر. ويعتمد هذا النوع من التقويم، الذي ينجز في نهاية التعلمات الخاصة بكفاية أو بإحدى مراحلها، على وضعية مكافئة للوضعية التي اعتمدت لإدماج التعلمات، شريطة أن تكون جديدة بالنسبة للتلاميذ. وتقتضي المصادقة ضرورة الاهتمام بالإنجازات الصحيحة (النجاحات) فقط، دون اعتبار الأخطاء. فالمقاربة بالكفايات تندرج ضمن بيداغوجيا النجاح.
IV. أنواع التقويم:
1) التقويم التشخيصي:
يطلق عليه أيضا التقويم القبلي أو التمهيدي والاستكشافي ويهدف الى فحص وضعية الانطلاق وتعرف خصائص المتعلمين قبل الشروع في العملية التعليمية, يكون في بداية السنة الدراسية او بداية الاسدس او الوحدة او الدرس او الحصة الدراسية وهو تقويم يفيد في معرفة المكتسبات السابقة والكشف عن مواطن الخلل في تحصيل المتعلمات والمتعلمين. يركز التقويم التشخيصي على مكونات كثيرة أهمها:
التحصيل المعرفي: وينصب على المكتسبات السابقة المرتبطة بالمعارف التي ترتكز عليها التعلمات المسطرة
التصرفات: يركز هدا الجانب على المكونات النفسية والوجدانية المؤطرة لسلوك المتعلم والمتعلمة
الجانب الاجتماعي: يهتم هدا الجانب بنوع ومستوى علاقة المتعلم بمحيطه الاجتماعي ويعتمد في تشخيص هدا الجانب على تصريحات الاسر والأساتذة السابقين وعلى الادوات السوسيومترية وجميع الادوات والتقنيات المساعدة على دلك ...الخ
التاريخ المدرسي للمتعلم: يمكننا من تشخيص وتحليل مضمون الوثائق الادارية الخاصة بالمتعلم :الملف الخاص بالمتعلم _حصيلة الكفاية للمتعلم:
يمكننا من تشخيص وتحليل مضمون الوثائق الادارية الخاصة بالمتعلم :الملف الخاص بالمتعلم _حصيلة الكفايات العلاقات التقديرات....
2) التقويم التكويني:
يرتبط ظهور التقويم التكويني بميكائيل سكرفين الدي طرح المفهوم سنة1967 في مقالته المعنونة "بمنهجية التقويم «في معرض حديته عن تقويم المنهاج وعرف توسعا في الاستخدام مع بلوم 1971 الدي وظفه في تقويم المتعلمين .يطلق عليه كدلك التقويم الجزئي او المرحلي يرم هدا التقويم تنظيم العملية التعلمية او تجويد الاكتساب وتجويد اساليب الاكتساب ودلك بإخبار المتعلم والمدرس بين الفينة والاخرى بمعلومات هامة تتيح معرفة مقدار التقدم الدي طرأ على المتعلم وتصحيح مسار العملية الإكتسابية وتعديل اساليب التدريس وتبديد الصعاب واقتراح حصص للتقوية والدعم لتدارك نقط الضعف.
ومن بين الاساليب الي يعتمد عليها في التقويم التكويني الواجب المنزلي الدي يكلف به التلميذ خارج السياق المدرسي والأسئلة التي يوجهها المدرس الى التلميذ خلال الشرح والحوار خاصة عندما يتم التطرق الى اخبار جديدة ان التقويم التكويني يرتكز على ما يعرف بالتغذية الراجعة فعندما لا يتحقق الهدف المنشود تتم مراجعة مكونات المنظومة التعليمية من استدراك الاخطاء التي وقع فيها كل من المتعلم والمعلم وكل ذلك من أجل اتخاد قرارت تضمن جودة الاكتساب.
3) التقويم الاجمالي :
يطلق عليه في الادبيات التقويم البعدي او الختامي او الجزائي أو النهائي ,يكون في نهاية سلك او سنة دراسية أو أسدس أو فترة أو درس أو حصة ويهدف هدا النوع من التقويم الى تحديد النتائج الفعلية للتعلم ومقارنتها بالكفايات والاهداف المتوخاة ويهدف كدلك الى الجزم بمدى تبوث اكتساب المتعلم لكفايات أساسية وكل اقرار بثبوت دلك يلزم عنه المرور إلى المرحلة التعليمية اللاحقة ويتيح كذلك ترتيب المتعلمين بناء على كفاياتهم كما يتم اشهاد المتعلم كمنح شهادة الباكالوريا التي تشي أن للمتعلم كفايات اساسية ترتبط بالشعبة المتبعة وتحدد اهليته للانتقال الى مراحل تعليمية أعلى وولوج الشعب المناسبة.
ويرتبط التقويم الاجمالي بالأهداف البعيدة للمقرر الدراسي بخلاف التقويم التكويني الدي يظل مرتبطا بالأهداف السلوكية المحددة"142 .
v المراجع المعتمدة
ü الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي 2008
ü عبد الحي عمور, التعليم الأساسي بين التصور و التطبيق
ü مروان أبو حويج المناهج التربوية المعاصرة مفاهيمها عناصرها أسسها وعملياتها ,دار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع. عمان الطبعة الاولى
ü عبد الكريم غريب 2004 بيداغوجيا الكفايات منشورات عالم التربية ص 53\
ü جميل شعلة التقويم التربوي للمنظومة التعليمية اتجاهات وتطلعات, دار الفكر العربي القاهرة الطبعة الاولى,ص23
ü عبد الرحمان عبد السلام جامل2001 الكفايات التعليمية في القياس والتقويم واكتسابها بالتعلم الداتي دار المناهج للنشر والتوزيع عمان الاردن الطبعة الثانية 449
ü