أنا أول من آمن بك

أنا أول من آمن بك

تنبأرجل في أيام المأمونن ، وادعى أنه إبراهيم الخليل ، فقال له
المأمون : إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين . قال : ومابراهينه؟
قال :
أضرمت له نار ، وألقى فيها ، فصارت عليه برداً وسلاماً ، ونحن نوقد لك ناراً
ونطرحك فيها فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنه آمناً بك قال : أريد واحدة
أخف من هذه! قال : فبراهين موسى! قال : وما براهينه؟ قال : ألقى عصاه
فإذا هي حية تسعى! وضرب البحر بها فانفلق! وأدخل يده في جيبه فأخرجها
بيضاء قال : وهذه علية أصعب من الأولى! قال : فبراهين عيسى ! قال : وما
هي؟ قال : إحياء الموتى! قال : مكانك قد وصلت! أنا أضرب رقبة القاضي
يحيى بن أكثم وأحييه لكم بعد ساعة!

فقال يحيى : أنا أول من آمن بك وصدق!

أتدري من أنا؟

قيل : خرج الحجاج مرة فلقي أعرابياً فقال له : كيف سيرة الحجاج
فيكم؟ فشتمـه أقبح شتم ، فقال : أتدري من أنا؟ قال : ومن عساك أن
تكون؟ قال : أنا الحجاج ، قال : أوتدري من أنا؟ قال : ومن أنت؟ قال : أنا
مولى بني عامر ، أجن في الشهر مرتين ، هذا إحدهما ، فضحك وتركه . . .

بلاغة أعرابي

قيل : لقي الحجاج أعرابياً فقال له : مابيدك؟ فقال : عصاي أزكزها
لصلاتي ، وأعدها لعداتي ، وأسوق بها دابتي ، وأقوي بها سفري ، وأعتمد
عليها في نمشيتي ليتسع خطوي ، وأثب بها على النهر وتؤمني العثر وألقي
عليها كسائي فيقيني من الحر ، ويحجنبني القر وتدبي إلي ما بعد عني ، وهي
محممل سفرتي ، وعلاقة أدواتي أقرع بها لاأبواب ، رألقي بها عقور
الكلاب ، وتنوب عن الرمح في الطعان ، وعن السيف فسي منازلة الأقران ،
ورثتها عن أبي ، وسأورثها ابني من بعدي ، وأهش بها غنمي ولي فيها
مآرب أخرى ، فبهت الحجاج ، وانصرف, .

هي لله عندي

قال الأصمعي : قيل لأعرابي معه ماشية : لمن هذه الماشية؟ قال : لله
عندي . . .

ما يضحككم

قال أبو زيد : رأيت أعرابياً كأن أنفه كوز من عظمه ، فرآنا نضحك
منه ، فقال : ما يضحككم؟ فوالله لقد كنت في قوم ما كنت فيهم إلا أفطس . . .

تالله مارأيت كاليوم

حدث الأصمعي ، قال : خرج الحجاج ذات يوم فأصحر وحضر
غداؤه ، قال : اطلبوا من يتغداى معنا ، فطلبوا ، فلم يجدوا إلا أعرابياً في
شملة ، فأتوه به ، فقال له : هلم ، قال له : دعاني من هو أكرم منك فأجبته ،
قال : ومن هو؟ قال : الله تباك وتعالى ، دعاني إلى الصيام ، فأنا صائم ،
قال : صوم في مثل هذا اليوم على حر ، قال : صمت ليوم هو أحر منه! قال :
فافطر اليوم وتصوم غداً ، قال : ويضمن لي الأمير أن أعيش إلى غد! قال :
ليس ذلك إلي ، قال : فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس إليه سبيل! قال : إن
طعامنا طيب ، قال : والله ماطيبه خبازك ولا طباخك ، ولكن ، طيبه العافية ،
قال : الحجاج : تالله مارأيت كاليوم ، أخرجوه عني . . . .

لا تخرجون من السجن ..

قيل : ولي أعرابي اليمن ، فجمع اليهود فقال : ماتقولون في عيسى؟
قالوا : قتلناه وصلبناه ، فقال : الاتخرجون من السجن حتى تؤدوا ديته .

لو نطق لأخبر

قيل : وقف أعرابي على قبر هشام بن عبد الملك ، وإذا بعض خدامه
يبكي على قبره ، ويقول : ماذا لقينا بعدك؟ فقال الأعرابي : أما إنه لو نطق
لأخبرك أنه لقي أشد مما لقيتم . . .

إن وجد فراشاً فليفعل

قيل : ابتاع أعرابي غلاماً ، فقالوا له : إنا نريد أن نبرأ إليك من عيب
فيه ، قيل : ما هو؟ قالوا : يبول في الفراش ، قال : إن وجد فراشاً فليفعل .

سمعت ذلك من مسيلمة

قيل : أعرابي يصلي وخلفه قوم جلوس ، فقال : الله أكبر! أفلح من
هب إلى صلاته ، وأخرج الواجب من زكاته ، وأطعم المسكين من نخلاته .
وحافظ على بعيره وشاته ، فضحك القوم ، فقال : أمن هينمتي ضحكتم؟
أشهد عند الله على عمتي أنها سمعت ذلك من في مسيلمة .

إن كنت كاذباً جعلك الله صادقاً

قيل : طلب أعرابي من رجل مساعدة ، فتحجج الرجل بالمريض ، فقال
له الأعرابي : إن كنت كاذباً فجعلك الله صادقاً . . .

وهبتهما لابن عمي

وقف أعرابي يسأل ، فقال له رجل : يا أعرابي ، هل لك في خير مما
تطلب؟ قال : ماهو؟ فقال له : أعلمك سورة من القرآن ، فقال : لا والله ،
إني لأحسن ما أن عملك به لكفاني ، أحسن منه خمس سور ، فاستقرأته فقرأ :
الحمد ، والنصر ، والكوثر ، وسكت ، فقلت : هذه ثلاث ، فأين الاثنتان؟
قال : إني وهبتهما لابن عمي وعلمته إياهما ، ولا أرجع في شيء أبداً .