هكذا كان إبليس

قال عبد الملك بن مروان للحجاج : ليس من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه ، فصف لي عيوبك .
قال : أعفني ياأمير المؤمنين .
قال : لا بد أن تقول .
قال : أنا لجوج حسود حقود .
قال : ليس في إبليس أكثر شرا من هذا

رجل شؤم

رجل شؤوم
أى عبد الملك بن مروان برجل مع بعض من خرج عليه ، فقال اضربوا عنقه .

فقال : ياأمير المؤمنين! ماكان هذا جزائي منك .

قال : وماجزاؤك؟

قال : والله ماخرجت مع فلان إلا بالنظر لك ، وذلك أني رجل مشؤوم ، ما كنت
أخرج مع رجل قط إلا هزموه وغلبوه ، وقد بان لك صحة ما ادعيت ، وكنت خيرا لك
من مائة ألف معك .

فضحك عبد الملك وخلى سبيله

مناصب قاتلة

كان في بغداد في زمن سلف رجلان يتحاسدان ويتنافسان على الجاه والسلطان .

وكان أحدهما في أحد المناصب والآخر كان خارجها .

وكان الوالي يبغض الإثنين ويتمنى زوالهما .

فحضر الثاني يوما إلى الوالي فقال :
إنني أيها الأمير أعلم أنك تبغضني ، كما أنك تبغض منافسي فلانا ، فإن أردت دللتك على حيلة تنقذك من الإثنين .

فقال الوالي : وماهي ؟

قال : تعزله من منصبه وتنصبني مكانه ، فهو يموت غيظا وأنا أموت فرحا !!

وفاء

عاد رجل إلى منزله عصر أحدج الأيام ليرى زوجته وهي تحزم أمتعتها .
فسألها عن السبب فقالت : لم أعد اطيق البقاء في هذا البيت ، فقد مرت خمسة
وأربعون سنة على زواجنا ، مليئة بالنزاع والخصام ، فها أنا قررت مغادرة
المنزل . .
فوقف الزوج دقيقة مذهولا ، يتظر إلى زوجته وهي تتوجه نجو الباب ، حاملة حقائبها بمشقة بالغة .
ثم هرع إلى غرفة النوم ، وتناول حقيبة ثيابه من الرف ، وأخذ يعدو خلف زوجته صارخا :
انتظري دقيقة فأنا أيضا لم أعد أطيق هذا الوضع ، وسأغادر البيت معك ياحبيبتي !

نظم منزلك

حكى بعضهم فقال : كنت اتحدث مع جار من محبي الترتيب المنزلي
حين هرعت اليه ابنته الصغيرة وهتف :
ابت ! هل تسمح لي باستعمال الخرق والاوراق المرمية تحت سريرك من اجل بناء عش للعصافير ؟

توفير

ارادت امرأة ان توفر بعض الدراهم بعدم شراء بطاقه لركوب ابنها في الحافله
فقال السائق للطفل : ماهو عمرك ياصغيري ؟
- اربع سنوات ونصف سنة
- ومتى تبلغ الخامسة ؟؟؟
- فور نزولي من الحافلة .

كبر سور

سأل المعلم : ماهو أكبر سور في التاريخ .
فأجابه أحد الطلاب : سور المدرسة ياأستاذ .

قيل : ادعى مدع النبوة ، فطلب ودعي له بالسيف والنطع فقال : مـا
تصنعون؟ قالوا : نقتلك ، قال : ولم تقتلوني؟ قالوا : لأنك ادعيت النبوة ،
قال : فلست أدعيها ، قيل له : فأي شي أنت؟ قال : أناصديق ، فدعي له
بالسياط ، فقال : ولم تضربوني؟ قالوا : لا دعائك أنك صديق ، قال لا
ادعي ذلك ، قالوا : فمن أنت؟ قال : من التابعين بإحسان ، فدعي له
بالدرة قال : ولم ذلك؟ قالوا : لادعائك ماليس فيك ، فقال : ويحكم
أدخل إليكم وأنا نبي ، تريدون أن تحطونيفي ساعة واحدة إلى مرتبة العوام ،
اصبروا علي إلى غد حتى أصير لكم ما شئتم . . .

أعرابية ترثي أباها

قيل : وقف أعرابيةعلى قبر أبيها وقالت : يا أبت ، إن في الله عوضاًعن
فقدك ، وفي رسول الله أسوة من مصيبتك ، ثم قالت : الآهم نزل بك عبدك
خالياً مقفراً من الزاد ، محسوس المهاد ، غنياً عما في أيد العباد ، فقيراً إلى
مافي يديك يا جواد ، وأنت أي رب خير من نزل به المؤملون ، واستفنى بفضله
المقلون ، وواج في وسع رحمته المذنبون ، الآهم فليكن قرى عبدك منك
رحمتك ، ومهاده جنتك ، ثم بكت وانصرفت .

وفاء أعرابية

قال أحدهم : مررت مع رفيق لي بفلاة ، وإذا نحن بأعرابية كأنها فلقة
قمر ، فقالت : هلم إلى القرى ، فلما دخلنا خباءها وجدنا قبراً ، فقلنا لها : ما
هذا؟ فتنفست الصعداء ، ثم قالت قبر خليلي ، كان يظهر ودي ، ويحسن
رفدي ، فمات فديته عندي ، قال : فقلت لها : فهل لك فيمن يجدد ما قد
درس من وده ، ويزيدك إحساناً إلى رفده ، فتغير وجهها ، وأسبلت دمعتها ،
وقامت مولية وهي تقول :
وإني لأسـتحييه والترب بـينـنا كما كنت أستحييه حين يراني
فإن تسألاني عن هواي فإنني رهيـنـة هـذا الـقبـر يا رجــلان

قال : ولم تعد حتى خرجنا . . .

كم فقار ظهرك؟

قال بعض العمال اأحد الأعراب : ما أحسبك تدري كم تصلي في كل
يوم وليلة ، فقال : أرأيت إن أنبــأتك بذلك تجعل لي عليك مسأله؟ قال :
نعم ، فقال الأعرابي :
إن الصلاة أربع وأربع
ثم ثلاث بعدهن أربع
ثم صلاة الفجر لا تضيع

قال : قد صدقت ، فسل ، قال : كم فقار ظهرك؟ قال : ل لا أدري
قال : أفتحكم بين الناس وأنت تجهل هذا من نفسك . . .

أين ربك ؟

بظر أحدهم إلى أعرابي في شملة غائر العين ، مشرف الحاجبين ،
ناتئ الجبهة فقال له : ياأعرابي ، أين ربك؟ قال : بالموصاد .

معاوية والأعرابي

قيل : أكل أعرابي مع معاوبة ، وجل يمزق جدياً على الخوان تمزيقاً
عنيفاً ، ويأكله أكلاً ذريعاً ، فقال له معاوية : إنك تمزقه كأن أمه نطحتك ،
فقال : وإنك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك .

ستوصوا بعيالي خيراً

قيل لأعرابي على مائدة بعض الخلفاء وقد حضر فالوذج وهو يأكل منه : يا
هذا ، إنه لم يشبع منه أحد إلا مات ، فأمسك يده ساعة ، ثم ضرب باخمس
قال : استوصوا بعيلي خيراً .

أزيدك منه يا أعرابي

قيل : حضر أعرابي سفرة سليمان بن عبد الملك ، فلما أتي بالفالوذج
جعل يسرع فيه ، فقال سليمان : أتدري ما تأكل يا أعرابي؟ فقال : بلى يا أمير
المؤمنين ، إني لأجد ريقاهنيئا ، ومزدرداً ليناً ، وأظنه الصراط المستقيم الذي
ذكره الله في كتابه ، فضحك سليمان وقال : أزدك منه يا أعرابي ، فإنهم
يذكرون أنه يزيد في الدماغ ، فال : كذبوك ياأمير المؤمنين ، لو كان كذلك
لكان رأسك مثل رأس البغل . . .

حسبه أن يقوم بأمر نفسه

قيل : مات ابن صغير لأعرابي ، فقيل له : نرجو أن يكون لك شفيعاً
فقال : لا وكلنا الله إلى شفاعته ، حسبه المسكين أن يقوم بأمر نفسه .

كفيني ستة أشهر

قيل : سمع بعض الأعراب أن صوم عاشوراء يعدل صوم سنة ، فصام
ألى الظهر ، وقال : يكفيني ستة أشهر . . . .

بين عبد الله بن جعفر وأعرابية

قيل : نزل عبد الله بن جعفر إلى خيمة أعرابية ، ولها دجاجة وقد دجنت
عندها ، فذبحتها وجاءت بها إليه ، فقالت : ياأبا جعفر ، هذه دجاجة لي ،
كنت أدجنها وأعلفها من قوتي ، وألمسها في آناء الليل ، فكأنما ألمس بنتي
زلت عن كبدي ، فنذرت لله أن أدفنها في أكرم بقعة تكون ، فلم أجد تلك
البقعة المباركة إلا بطنك! فأردت أن أدفنها فيها ، فضحك عبد الله بن جعفر ،
وأمر لها بخمسمائة درهم . . .