بسم الله الرحمن الرحيم
العروض : صناعة يعرف بها أوزان الشعر العربي وفاسدها ومايعتريها من
الزحاف والعلل.
واضع هذا العلم هو الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري في القرن الثاني
من الهجرة ، وكان الشعراء قبله ينظمون القريض على طراز من سبقهم
أو بسبب ملكتهم الخاصة وقد أهتدى الخليل الى وضع هذا الفن عند
مروره في سوق الصفارين فسمع دقدقة مطارقهم على الطسوت فأداه
ذلك النغم والأيقاع الى تقطيع أبيات الشعر فولد علم
العروض ،
أما سبب تسميته ذلك لأن الخليل وضعه في المحل المسمى
بالعروض الكائن بيّن مكة والطائف .
وفائدة هذا العلم هو تجنب أختلاط بعض بحور الشعر ببعض وأمنه على
الشعر من الكسر ومن التغيير الذي لايجوز دخوله فيه وتمييز الشعر من
غيره كالسجع ، فيعرف أن القرآن الكريم ليس بشعر .
والأقتباس من القرآن جائز أن لم يشتمل سوء أدب وألا فحرام
والجائزهنا كقول أحدهم :
أقول لمقلتيه حين ناما ...... وسحر النوم في الأجفان ساري
تبارك من توفاكم بليل ........( ويعلم ماجرحتم بالنهار )
والحرام هنا كقول أبي نؤاس:
خط في الأرداف سطر ... .... من بديع الشعر موزون
( لن تنالوا البر حتى ..........تنفقوا مما تحبون )
ولعلم
العروض سبع مقدمات _ وعدة دروس
( المقدمة الآولى في أركان علم
العروض )
أركان علم
العروض أوزانه وتفاعيله ، وهي متحركات وساكنات متتابعة علىوضع معروف يوزن بها أي بحر من البحور
الآتية .
وتتركب هذه الأوزان من ثلاثة أشياء :
1. أسباب
2. أوتاد
3. فواصل
( قد أخذ أهل
العروض هذه الأسماء من الخيمة وأقسامها )
وهذه الثلاثة تتكون من حروف التقطيع العشرة المجموعة في ( لمعت سيوفنا ) ولاتتركب من غيرها أبدا .
وهي تنقسم الى : سبب ، ووتد ، وفاصلة .
فالسبب عبارة عن حرفين :
أ . فأن كانا متحركين فهو ( السبب الثقيل ) كقولك لم ، لك
ب . وأذا كان الأول متحركا والثاني ساكنا فهو ( السبب الخفيف ) كقولك
( هب ، لي ).
والوتد عبارة عن مجموع ثلاثة أحرف ( أثنان متحركان وثالثهما ساكن )
ويسمى ( الوتد المجموع ) كقولك ( نعم ، غزا ).
أو متحركان يتوسطهما ساكن كقولك ( مات ، نصر ) ويسمى ( الوتد
المفروق ).
( والفاصلة ) ثلاثة أو أربعة متحركات يليها ساكن .. فأن كان الساكن
بعد ثلاث متحركات تسمى ( الفاصلة الصغرى ) كقولك : سكنوا _ مدنا .
وأن كان الساكن بعد أربعة متحركات تسمى( الفاصلة الكبرى ) كقولك :
قتلهم _ ملكنا .
وتجتمع الأسباب والأوتاد والفواصل في جملة:
لم أر _ على ظهر _ جبلن _ سمكتن.
( المقدمة الثانية في التفاعيل العشرة )
التفاعيل التي تتولد من أئتلاف الأسباب مع الأوتاد والفواصل ، عشرة :
!. فعولن : مركب من وتد مجموع وهو ( فعو) وسبب خفيف هو (لن)
2. مفاعيلن : مركب من وتد مجموع هو ( مفا) وسببين خفيفين هما
( عيلن )
3. مفاعلتن : مركب من وتد مجموع هو ( مفا) وسبب ثقيل هو (عل)
وسبب خفيف هو (تن).
4. فاع لاتن: مركب من وتد مفروق وهو ( فاع) وسببين خفيفين هما ( لا_تن)
وهذه التفاعيل الأربعة هي الأصول والستة الباقية بعدها فروع .. وضابط الأصل مابديء بوتد مجموع أو مفروق وضابط الفرع مابديء بسبب خفيف
أو ثقيل .
5. فاعلن :وهو مركب من سبب خفيف وه ( فا) ووتد مجموع وهو (علن)6.فاعلاتن : مركب من سبب خفيف وهو ( فا) ووتد مجموع وهو ( علا )
وسبب خفيف هو( تن).
7. مستفعلن : مركب من سببين خفيفين وهما ( مس _ تف) ووتد مجموع وهو ( علن).
8. متفاعلن: مركب من سبب ثقيل وهو ( مت) وسبب خفيف هو ( فا)
ووتد مجموع هو ( علن)
9. مفعولات : مركب من سببين خفيفين هما ( مف _ عو) ووتد مفروق وهو ( لات).
10.مستفع لن : مركب من سبب خفيف وهو ( مس) ووتد مفروق وهو( تفع ) وسبب خفيف وهو (لن) .
وهذا نظم عما تقدم :
أحرف تقطيع البحور عشرة
في لمعت سيوفنا منحصرة
والسبب الخفيف حرفان سكن
ثانيهما كما تقول لم ولن
أما الثقيل حرفان بلا
تسكين شيء منهما نلت العلا
والوتد المجموع زاد حرفا
مسكنا على الثقيل وصفا
وأن يك الساكن جافي الوسط
فسمه المفروق وأحذر الغلط
ومن هنا تألف الأسماء
وعدها عشر بلا أمتراء
أربعة منها أصول وهي ما
قد بدئت بوتد وعمّما
وهي فعولن ومفاعيل خذ
كذا مفاعلتن بفتح اللام ذي
وفاع لاتن صاحب المفروق في
بحر المضارع وستة تفي
وهي الفروع وأبتداؤها سبب
مستفعلن وسبق فاعلن وجب
وفاعلاتن متفاعلن بلي
كذلك مفعولات فلتبتهل
مستفعلن ذو الوتد المفروق في
بحر الخفيف ثم مجتث بفي .
*********************
وقد حصر الخليل الشعر في ستة عشر بحرا بالأستقرا ء من كلام العرب
الذين خصهم الله به والبحور هي :
1. البحر الطويل
2. البحر المديد
3. البحر البسيط
4. البحر الوافر
5. البحرالكامل
6. بحر الهزج
7.بحر الرجز
8. بحر الرمل
9.البحر السريع
10. البحر المنسرح
11. البحر الخفيف
12. البحر المضارع
13. بحر المضارع
14. بحر المقتضب
15. بحر المتفارب
16. بحر المتدارك ( هذا البحر زاده الأخفش وتدارك به على الخليل )
عن كتاب ميزان الذهب في
دراسة شعر العرب للسيد أحمد الهاشمي .