:66: عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " لا تزولُ قدمُ ابنِ آدم يوم القيامة من عندِ ربه, حتى يُسألَ عن خمس: عن عُمُرِه فيمَ أفناه, وعن شبابه فيم أبلاه, وعن ماله من أينَ اكتسبه وفيم أنفقه, وماذا عمِل فيما علِم " .
أخي لن تنالَ العلمَ إلا بستةٍ سأُنبيكَ عن تفصيلها ببيان ِ
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبُلْغةٌ وإرشادُ أستاذٍ وطول زمان
الهمسةُ الأولى:
أيُّها الطالبُ العزيزُ الكريم.. أُولى هذهِ الكلِمات, وفي مُقدِّمة هذهِ الهمسات لا أجدُ أفضل من أوصي بهِ نفسي وإياكَ بـ " تقوى الله تعالى ", {ومن يتَّقِ الله يجعلَّ لهُ مخرجاً}, {ومن يتَّقِ الله يجعلَّ لهُ من أمرهِ يُسراً}, {ولقد وصَّينا الذين أوتوا الكتابَ من قبلِكم وإياكم أنِ اِتَّقوا الله}, فبالتقوى تسهُل الأمورُ وتتيسَّر, وتنفرجُ الضوائقُ ولا تتعسَّر.
الهمسةُ الثانية:
اِعلم - رعاكَ الله – أن العِلمَ بالتعلُّم, والتفوُّقَ بالجِدَّ والاِجتهاد, والنجاحَ بالمُذاكرةِ والمثابرة, والوصولَ إلى المعالي بالحِرصِ والتعب.. والاِستعدادَ الجيِّدَ قبل الامتحان من أهمِ ما يُساعِدُكَ على بُلوغِ ذلك, فمن زرَعَ البذلَ والعطاء حصَدَ النجاحَ والتفوُّق – بإذنِ الله – .
الهمسةُ الثالثة:
اِبدأ المُذاكرةً والاِستعداد للاِمتحان مستعيناً بالله وحده, ودع عنكَ كلِمةَ " سوف " فإنها سبَبٌ لِفشلِ الناجحينَ إن تمكَّنت منهم, واحرِص على فتراتٍ من الراحة, وتجنَّبَ السهرَ وكثرةَ الإرهاقِ فإنهم يُؤذيانِك..
الهمسةُ الرابعة:
اِعلم أن التوفيقَ من عندِ الله, والنجاحِ بيدِهِ سبحانهُ وحده, فأكثر من طلبِهِ ذلك.. وتعرَّف إليهِ في الرخاءِ واليُسر يعرِفُكَ سبحانهُ عندَ الشِّدة والضيق.. {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
الهمسةُ الخامسة:
تجنَّبِ القلَقَ والانزعاجَ وكثرةَ الوساوِس, وعليكَ بالإكثارِ من ذكرِ الله فإنها تطرُدُ كلَّ ذلك {الذينَ آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكرِ الله, ألا بذكرِ اللهِ تطمئنُّ القلوب}..
الهمسةُ السادسة:
قبلَ أن تُجاوبَ على الأسئلة.. تأنَّ في قراءتها, فالتأنِّي من الله, وابدأ بالأسهلِ منها, {واذكر ربَّكَ إذا نسيت}, وإذا استصعبَ عليكَ سُؤالٌ فاستغفِرِ الله كثيراً, وردِّد: ( اللهم لا سهلَ إلا ما جعلته سهلاً, وأنت تجعلُ الحزنَ إن شئت سهلاً ), وقد كان شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا استغلق عليه فهْمُ شيءٍ يقول: يا معلّم إبراهيم علِّمني ويا مُفهِّم سليمانَ فهِّمني.
الهمسةُ السابعة:
الغشُّ ظاهرةٌ سلبيّة, وفعلٌ سيِّء, ومن أسبابهِ: ضعفُ الإيمانِ وغيابُ التربية, وعلاجُهُ: تذكُّر الوعيدِ الذي ورَدَ في ذلك: ( من غشَّ فليس منَّا ), وآثارُهُ: تبوُّؤ أناسِ ليسوا أهلاً ؛ لمناصبَ ووظائفَ خطيرة, فينتُجُ عندَ ذلكَ جيلُ هشٌ ضائع, ولسنا بحاجة إلى أجسادٍ فارغةٍ من العقول والله المستعان.. كما أنهُ يجبُ على من رأى من يغشُّ أمامه أن يُنكِر ذلكَ عليه " من رأى منكم مُنكراً فلْيُغيِّرهُ بيَدِه, فإن لم يستطِع فبِلِسانه, فإن لم يستطع فبِقَلْبِه... ".
الهمسةُ الثامنة:
أحذِّرُ الشبابَ والفتيات من لصوصِ الامتحانات "رفقاءِ السوء الكُسالى" الذينَ يُفسدونَ في هذهِ الأيام ما يُصلِحهُ المُربُّونَ في شهرٍ أو أكثر, فإنهم يصطادونَ في مثلِ هذهِ الظروف, سواءً كانوا من أربابِ المخدرات أو من أربابِ الشهواتِ والفساد.
لا تصحبِ الكسلانَ في حالاته كم صالح بفسادِ آخر يفسُدُ
عدوى البليد إلى الجليد سريعةٌ كالجمرِ يُوضعُ في الرماد فيجمُدُ
الهمسةُ التاسِعة:
قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}, فنجاحُ الدنيا مرتبِطٌ بنجاحِ الآخرة, بل من سعا إلى طاعةِ ربِّهِ وفلاحِ آخرته أتتهُ الدنيا وهيَ راغمة.
الهمسةُ العاشرة:
أخيراً.. (... وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ), فارضَ بما يُقدِّرُهُ اللهُ ويكتُبُه, والعاقلُ اللبيبُ هوَ الذي يستفيدُ من تجارُبِه.
أسألُ الله عز وجل لك الفوزَ والفلاح في دنياكَ وآخِرتِك.. كما أسألُهُ أن يجعلَ هذهِ الامتحانات برداً وسلاماً عليك.. وفَّقني اللهُ وإياك.