حضارة القول:كيف يمكن درء آفاتها الأخلاقية ؟

بـقـلـــم سعـيـــــد إدريـــــســـي

حضارة القول:كيف يمكن درء آفاتها الأخلاقية ؟ 3041504225

كان سر الحياة و الوجود الإنساني يتجلى في مظهري "القول"و"الفعل"،فاشتغل أهل الفكر بالبحث فيهما،ولكن تفاوت الاشتغال على هذين المظهرين الحيويين في وجود الكيان الإنساني جعل جانب "القول"يطغى على حياة المجتمعات،و ذلك تأثرا بحضارة القول(الحضارة الغربية)التي أنتجت وأشاعت طوفانا من الأقوال تغطي هوله و تخفي فداحته أسماء مختلفة تغري بظاهر دلالتها،و تضمر في جوهرها الشر و الدمار للوجود و الفكر الإنساني،ومن أمثلتها ما نسمعه من "انفجار المعلومات"،"ثورة الاتصال"،"انعتاق الكلمة"،"سيادة القلم"،سلطان العقل"...و بهذا لامس الداء الجانب السلوكي و الأخلاقي للإنسان؛عبر آفات التضييق و التجميد و التقليص للفعل الأخلاقي الذي يعتبر الأساس في كل المعاملات الإنسانية.و لأجل الوصول إلى علاج لهاته الآفات التي تنخر كيان الأمة و الخروج بالإنسان من "حضارة القول"إلى "حضارة الفعل"،يقدم العالم والمفكر والفيلسوف العبقري المغربي الدكتور طه عبد الرحمان طرحا فريدا و متميزا يهدف إلى تجديد الإنسان قصد تخليصه من الظلم الذي طال هويته و جرده من الأخلاقية نازلا به إلى درجة معادلة البهائم عبر تقارب صفة الإدراك اللاواعي لدى الحيوان مع صفة العقل الغير الأخلاقي للإنسان،هذا هو ظلم الحضارة الغربية الحديثة للإنسان،و الذي كانت أبرز تجلياته اعتبار صفة العقلانية هي المميز له عن الحيوان مع إهمال الجانب الأخلاقي،فكان بذلك أن أراد الحداثيون رفع قيمة الإنسان،فإذا بهم يلفون أنفسهم على غفلة منهم آتين بنقيض مقصودهم،إذ وقعوا في الخطأ من حيث أرادوا الصواب فنزلوا بالإنسان رتبة دون رتبته،و لأجل تخليص ذواتنا من هذا الظلم يقدم لنا طه عبد الرحمان حلا بديلا عن الحلول السطحية ،يتمثل في اللجوء إلى تخلق جذري هو أقرب ما يكون إلى التجربة الدينية العميقة التي من شأنها معالجة الآفات الناتجة عن إذعاننا لـ"حضارة القول"..

ملحوظة:لمزيد من التفاصيل المرجو الرجوع إلى كتاب "سؤال الأخلاق:مساهمة
في النقد الأخلاقي للحداثة الغربية" للدكتور طه عبد الرحمان الفصل الثالث.

بقلم سعيد
إدريـســـي تحت شعــار:"اسأل تعلم و ابحث تـجد"

» المرجعية الأخلاقية عند إف.سي.برشلونة - د.منتصر حمادة
» كيف يمكن الإستفادة من العقول المغاربية المهاجرة حيثُما كانت؟