قصيدة محمد رويشة

في البدء
تأتي هـذه الورقة في محاولة أُريد منها الانفتاح على قصيدة من قصائد فن
الملحون،ولعل أهم مايبرز أهميتها، هو أنها وضعت موضع اهتمام احتواء كلمات
صادقة، بصوت شاعر من أرفود، عن صوت آخر من خنيفرة، ليلتقيا في سماء
الإبداع، إذ حاول أن يتقاسم عشقه للفن من خلال نظمه لقصائد في فن الملحون،
نذكر على سبيل المثال: القصائد التالية: خيط الريح، فاس، مكناس إفران،
الخلافة...، والقصيدة التي نحن بصدد تقديمها، وثيقة تعزز أواصر المحبة بين
أفراد أسرة الفن، اختار صاحبها أن يجترح لها عنونا يتمثل في اسم فنان
مغربي محبوب لدى الجميع، داخل بلد يتميز بتنوعه الثقافي وتاريخه الضارب في
القِدم.

وتجدر
الإشارة إلى أن صاحب القصيدة سبق له أن أجرى اتصالا هاتفيا مع المرحوم
"محمد رويشة"، في العام المنصرم، بخصوص هذه القصيدة، فأنصت إليها، وتقدم
إليه الفقيد بتشكراته الخالصة، وقبل وفاة الفقيد بأيام معدودة اتصل به هذا
الشاعر ليطمئن على حالته الصحية وليبادله بمحبة أصدق عبارات الدعاء بالصحة
والعافية، إلا أنه بعد ثلاثة أيام، نسمع وفاة الفنان محمد رويشة، تترك
أثرها الفاجع عند عارفي الكلمة الفنية التي تسجل ذاتها في التاريخ، وتحث كل
فنان على التعبير بأسلوبه الخاص.

هكذا أجدني في هذا المضمار أقدم للقارئ هذه القصيدة، بعد تسلمها من
الشاعر، الذي أشار إلى أنه سيتمم القصيدة لأن ما نحن بصدد تقديمه هو جزء من
الكل الذي هو على موعد آت

حول الشاعر:

قصيدة محمد رويشة 422601_302127539843869_100001398761377_865983_1329407908_n

قصيدة محمد رويشة 422601_302127539843869_100001398761377_865983_1329407908_n

مصطفى العلوي، شاعر من شعراء فن الملحون بمدينة أرفود، صاحبه عِشقه لفن
الملحون منذ سن مبكر، إلى أن صار يبدع شعرا في بنية متكاملة ومتنامية ،
تنطلق من خاطرة أو فكرة أو شعور، أو غير ذلك من الدوافع التي تتولد ثم
تتجسد تدريجيا مستدعية عددا من الأحاسيس والكلمات والإيقاعات، لتلقى
القصيدة مسرودة ومرتلة، عن طريق الإنشاد الموقع باللحن.

فن الملحون :

كان
هذا الفن ولازال مدار اهتمام من طرف المحبي للكلمة النافذة إلى الأعماق؛
ذات وزن فني ثقيل رغم عاميتها مما كان لها تأثير بليغ في النفوس المتعطشة
إلى سماع الأشعار التي تُلامس الحياة بجوانبها المختلفة،فكان هذا الفن سجلا
حافلا لمجريات الأحداث وللحياة اليومية في أدق تفاصيلها وجزئيتها كاشفا عن
نفوس المغاربة في انفعالاتهم وعواطفهم،

القصــيدة:
محمــد رويشــة

اللازمة:
فِي بْـلادْ خْنِيفْرة يا من تْسَالْ عنْدنا وتار بـَـارزْ من لكبار الأستاذ محمدرويشة صديق الوتْرَة.
القسم الأول:
صالْ بالوتْرة ياحضار صَالْ بالوتْرة يا حضار من قْدِيم ألَامةْ الحبار من قْدِيم ألامة الحبار
عـَـاشْ طـُولْ احْياتُو كـَـابر فِي بْلاد اخْنيفرة
يـدْري امْليح عَـزْفْ الـوتْـرة منو سْقــَاو شُبــان أُخرى
غنى تَمازيغت يا فْهيم ابْحكمة وشْعار والشريفة تـُـذْكاَر
كـَتْرنن بْصُوت جْميل امنْ حْلاه أحضــرَة
والبْنادر دِيمَا متْسخْنَة كَتْجَاوب لـُوتَـــار
شُوفْ همة وسْــرار الإنسـان الفنان المحبوب من أُولاد الزهــرة
شـريف القلب أُونَسَبْ كَيرَاعِي بنظَار يفْرح بالزوار
بابْ دارو مفْتُوح لْلْعاشقين كــل مـرة
اللازمة:
في بـلاد خنيفرة يا من تسال عندنا وتار بــارز من الكبار الأستاذ محمد رويشة صديق الوترة
كَيغني دَاخلْ لصيار، كيغني داخل لصيار، أُو كَيزهِي جَمْعْ الأفكار أوكَيزهِي جَمْع الأفكار
فِي شْبَابُوا غنى الشعبي محْلاه أحسْرة
بتشْكِيلـَة بأحْلى صُورة البْنات زَاهية بالنظْرة
وِيلا سمعْتِيلُو لاأحِيدُوسْ الفُلْكـْلُور الْمختَار
بْصُوتْ باهي مسْرَارْ يرْوِي شِي حَاجَة بْرِيشَة امْنطْقـَة مسْرُورَة
كيْحبُوه كْثير الناس أو شْحال عندُو أنْصَارْ من جْمِيعْ الأقْطَار
يبْقـَى فالتــاريخ أو مايزُول للأجْيَال الأخـرى
مرضي لميمة شهْدو عْليه لكْبار والصْغار
لـلاعيشة ذُكار من رْضَاهَا يرْضَى ربي عْليه شُوفْ البشرة
اللازمة:
في بـلاد خنيفرة يا من تسال عندنا وتار بــارز من الكبار الأستاذ محمد رويشة صديق الوترة
القســم الثالث:
ذِكْرَيَاتُو عـدة وكْثـَار شْحال غنى فِي كُل شْبار
البُومَاتُو فالتِيشْكَافُون كُلها منْمُورَة
هي مْرقْمَة مذْكُورَة مَواضِيعْهَا مشْهُـورَة
مْعَ الإذاعة د الدُوزِيم دَارْ فِيهَا مَسَارْ حْكـَاو فِيها لخْبَار
مْعَ السيد عَتِيقْ أمنْ تسَـال أو نَاس الفكرة
وبرنامج سهران الليلة أمعاك شفتُو ببصار
كيناقش الأسرار، ابثِيقْتُـو في نفسوا يحكي اجْمِيع مَا كَيطْرا
اعطــاه ربي زُوجْ ذْكيرات مع البْنِيَة بنوار
ارْضَاهْ نَعْمْ الستار والزوجة الحبيبية باهية صبارة

محمد رويشة: الاســم، والصــدى.

قصيدة محمد رويشة Rouicha-460x250

محمد رويشة فنان موهوب،بمجرد ما نسمع هذا الاسم، ننخرط في ثنائية الذاكرة
والذكاء؛ الانفتاح على الذاكرة الجماعية لتَذكُر وذِكر الكلمات الصادقة،
التي كان يخرجها هذا الفنان من أعماق أعماقه في علاقتها بالآلة
الموسيقية(الوترة)، التي كانت بمثابة خليلة، يملي عليها مشاعره بصدق،ثم
الذكاء لنصل ونُفَصل في ذات التناول، بين معطيات الذاكرة ولحظة تقديم كلمة
مقتضبة، بعد تدبر وتمعن.

محمد
رويشة الرمز؛ الذي بمجرد مايذكر اسمه، نستحضر من خلاله مجموعة من الأبعاد
الرمزية والدلالية التي تشكلت في ذهن كل عاشق يحب أن تكون كلمته رسالة
حياة قبل أن تكون رسالة فن...، اسم له وقعه الخاص في ألاذن والوجدان،
ومذاقه المتفرد في الشفة واللسـان.

لقد أضحى هذا الاسم علامة على فنان مغربي بكل مقاييس الفن وإيحاءاتها
الثرية،و مؤشرا على نموذج إنساني متزن، من حيث كلماته، سلوكه وطباعه
وسجاياه،إذ من الصعب الفصل بين محمد رويشة الإنساني ومحمد رويشة الفنان،
لقد كان الفقيد قصيدة إنسانية مرهفة حية وملغومة.... هو الصوت الذي جعل من
نفسه صوتا مسموعا لا تزال أصداؤه تتردد حتى الآن ...لكن عزاءنا وسلوانا عن
فقده وافتقاده، هو ذلك العطاء الفني الجميل والبهي الصادق

مع تحية عبد العزيز اليوسفي

أحسنت أخي عبد العزيز فيما قدمته من خلال وقوفك على هذا الإبداع الفني الرائع الذي يعد خير مصور و ناقل للعواطف الإنسانية التي يقتسمها أناس تذوقوا حلاوة الفن و أدركوا غاياته و مقاصده السامية،فهي التفاتة من الفنان الواعد مصطفى العلوي لهرم من أهرام الأغنية المغربية الأصيلة المرحوم محمد رويشة،و التفاتة منك لحال هذا الفن العريق الذي نبع و ترعرع في واحات تافيلالت و ينتظر مزيدا من الاهتمام به و برواده و رموز العطاء فيه.
مع تحيات سعيد إدريسي

» قصيدة عن الأم
» قصيدة المطعم البلدي لشاعر الحمراء
» قصيدة شعرية صغيرة بعنوان خاطرة شاعر ليل
» قصيدة زجلية بعنوان " متبوعين أُو الله المعين ".
» محمد الوفا واصلاح تكوين الاساتدة