مــنــتـديات البــــــاحــث الأفـضــــــل
مرحبا بك زائرنا الكريم في منتدياتك "الباحث الأفضل". ندعـــــوك للتسجيل والانضمام لأسرة "الباحث الأفضل" والمساهمة بآرائك. فحضورك دعم لنا وقيمة مضافة لمنتدياتنا.
مــنــتـديات البــــــاحــث الأفـضــــــل
مرحبا بك زائرنا الكريم في منتدياتك "الباحث الأفضل". ندعـــــوك للتسجيل والانضمام لأسرة "الباحث الأفضل" والمساهمة بآرائك. فحضورك دعم لنا وقيمة مضافة لمنتدياتنا.
مــنــتـديات البــــــاحــث الأفـضــــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
إعلاناتكم هنا
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Fb110
المواضيع الأخيرة
» ديوان امرئ القيس
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالثلاثاء أبريل 28, 2015 2:49 pm من طرف عبدالجبار

» alwasila lkobra
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالثلاثاء يناير 20, 2015 2:52 pm من طرف زائر

» إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالجمعة فبراير 28, 2014 10:07 am من طرف ابراهيم عثمان

» نــــورســــيـــدنا رســــول الله
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 9:29 pm من طرف ابراهيم عثمان

» فضل الصلاة على حضرة سيدنا رسول الله
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالثلاثاء فبراير 25, 2014 9:29 pm من طرف ابراهيم عثمان

» بشائر المحبين
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد فبراير 23, 2014 9:15 pm من طرف ابراهيم عثمان

» الاعجاز العلمى لسماع القرأن الكريم
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالخميس فبراير 20, 2014 10:38 am من طرف ابراهيم عثمان

» الصدقة
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالسبت فبراير 15, 2014 8:50 pm من طرف ابراهيم عثمان

» الصيام المسنون
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأربعاء فبراير 12, 2014 10:51 pm من طرف ابراهيم عثمان

» لغة وفصاحته صلى الله علسة وسلم
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالجمعة فبراير 07, 2014 9:45 pm من طرف ابراهيم عثمان

» نصائح لاجتياز الامتحان
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد سبتمبر 22, 2013 3:57 pm من طرف مصطفى نبوي

» المراجعة الفعالة
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد سبتمبر 22, 2013 3:55 pm من طرف مصطفى نبوي

» الأيام الوطنية والعربية والدولية
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد سبتمبر 22, 2013 3:45 pm من طرف مصطفى نبوي

» النظام الداخلي للمؤسسة
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد سبتمبر 22, 2013 3:43 pm من طرف مصطفى نبوي

» ورقة تعريفية ببعض القواعد الإملائية
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد سبتمبر 22, 2013 3:41 pm من طرف مصطفى نبوي

» ميثاق الفصل الدراسي
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد سبتمبر 22, 2013 3:39 pm من طرف مصطفى نبوي

» الأولى باك علوم دروس+تمارين(تتمة)+ملخصات ذ.محمد شركي:مفتش اللغة العربية+الإمتحان الجهوي مع التصحيح (منقو)
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالسبت مايو 18, 2013 4:08 pm من طرف المدير العام

» تواريخ مباريات ولوج المراكز الجهوية للتربية و التكوين للموسم 2013/2014
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالسبت مايو 18, 2013 3:46 pm من طرف المدير العام

» مجموعة قصائد رائعة لمحمود درويش
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالإثنين مايو 13, 2013 6:34 am من طرف المدير العام

» عاجل :النقابات التعليمية بزاكورة تدين الاقتطاعات من اجور الشغيلة و تدعو الشغيلة التعليمية الى سحب ارصدتها من البنوك جماعيا و تدعو الفروع النقابية الى الوحدة و التنسيق و تقرر خوض اضراب لمدة 48 ساعة ايام 15 و 16 ماي 2013
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالأحد مايو 12, 2013 10:17 am من طرف المدير العام



 

 دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المــدير العام منشئ المنتدى
المــدير العام         منشئ المنتدى
المدير العام


عدد المساهمات : 1009
نقاط : 2828
تاريخ التسجيل : 29/11/2011
العمر : 12
الموقع : https://albahito.alafdal.net

دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Empty
مُساهمةموضوع: دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية"   دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية" Emptyالثلاثاء مارس 13, 2012 4:05 pm

I-الشخص والهوية الشخصية


[b]
[b]استشكالات أولية:

رغم
تعدد وتنوع بل وتعارض الحالات النفسية التي يمر منها الشخص طيلة حياته،
فإن كل واحد منا يحيل باستمرار إلى نفسه بضمير "أنا" بوصفه وحدة وهوية تظل
مطابقة لذاتها على الدوام. غير ان هذه الوحدة التي تبدو بديهية تطرح مع ذلك
أسئلة عديدة


[b]بل إن البديهي يشكل الموضوع الأثير والمفضل للفكر
الفلسفي. ويمكن القول أن الفيلسوف يصادف إشكالية الوحدة المزعومة للهوية
الشخصية في معرض بحثه في الماهيات والجواهر. يتساءل الفيلسوف: إذا كان لكل
شيء ماهية تخصه، بها يتميز عن غيره، فهل هناك ماهية تخص الفرد، بها يتميز
عن غيره بشكل مطلق؟ خصوصا إذا علمنا أنه ما من صفة فيه، جسمية او نفسية،
إلا ويشاطره التخلق بها عدد قليل أو كثير من الأفراد؛ وإذا عرضنا الشخص على
محك الزمن والتاريخ، فهل هناك جوهر يظل ثابتا رغم تغيرات الجسم وأحوال
النفس وانفعالاتها؟ وهل هذا الجوهر كيان ميتافيزيقي مكتمل التكوين منذ
البدأ، أم أنها سيرورة سيكلوجية تجد سندها المادي في الذاكرة، وعملية
تطورية تنشأ تدريجيا بفضل تفاعل الفرد مع الغير؟.


[b]أ-ثبات الأنا واستمراريته في الزمان:


[b]موقف ديكارت: التصور الجوهراني الماهوي للهوية الشخصية

نلاحظ
أن الفرد يستطيع التفكير في الموجودات الماثلة أمام حواسه أو المستحضرة
صورتها عبر المخيلة، ولكنه يستطيع أيضا التفكير في ذاته ، في نفسه هذه التي
تفكر!!

يسمى هذا التفكير وعيا وهو نفس الوعي الذي اعتمدعليه ديكارت في "
الكوجيطو" وخصوصا وعي الذات بفعل التفكير الذي تنجزه في لحظة الشك أي
الوعي بالطبيعة المفكرة للذات التي تقابل عند ديكارت طبيعة الإمتداد
المميزة للجسم.

تساءل ديكارت في التأمل الثاني: "أي شيءأنا إذن؟ " وأجاب: " أنا شيء مفكر"
ولكن هل وراء أفعال الشك والتذكر والإثبات والنفي والتخيل والإرادة...هل وراءها جوهر قائم بذاته؟
يجيب
ديكارت بنعم : إنها النفس، جوهر خاصيته الأساسية التفكير، أي أن للكائن
البشري طبيعة خصائصها هي أفعال التفكير من شك وتخيل وإحساس ...وهي مايشكل
الهوية الشخصية للكائن البشري، بل إنها صفته الأكثر يقينية، والأكثر صمودا
أمام أقوى عوامل الشك

موقف جون لوك:نقد التصور الجوهراني الماهوي: ليست الهوية الشخصية سوى ذلك الوعي أو المعرفة المصاحبة لإحساساتنا
يرى
"جون لوك" أن مايجعل الشخص " هو نفسه" عبر أمكنة وأزمنة مختلفة، هو ذلك
الوعي أو المعرفة التي تصاحب مختلف أفعاله وحالاته الشعورية من شم وتذوق
وسمع وإحساس وإرادة، تضاف إليها الذاكرة التي تربط الخبرات الشعورية
الماضية بالخبرة الحالية، مما يعطي لهذا الوعي استمرارية في الزمان

"إذن فلوك" و "ديكارت" مجمعان بأن الشخص هو ذلك الكائن الذي يحس ويتذكر و -يضيف التجريبي لوك- يشم ويتذوق!
ولكنهما
يختلفان فيما يخص وجود جوهر قائم بذاته يسند هذا الوعي وهذه الاستمرارية
التي يستشعرها الفرد؛، والواقع أن " الجوهر المفكر" -من وجهة نظر المحاكمة
الحسية- كينونة ميتافيزيقية لايسع لوك قبولها انسجاما مع نزعته التجريبية
التي لاتقر لشيء بصفة الواقعية والحقيقة مالم يكن إحساسا أو مستنبطا من
إحساس،

وباختصار فالهوية الشخصية تكمن في فعل الوعي، وعندما يتعلق
الأمربالماضي يصبح الوعي ذاكرة بكل بساطة، وكل هذا لكي يتجنب لوك القول
بوجود جوهر مفكر، أي أن الهوية لاتقوم في أي جوهر مادي كان أو عقلي،
ولاتستمر إلا مادام هذا الوعي مستمرا

موقف دافيد هيوم: النقد الجذري للتصور الديكارتي الماهوي
دافيد
هيوم فيلسوف تجريبي، لايعترف بغير الانطباعات الحسية مصدرا أولا للأفكار،
وعليه فلكي تكون فكرة ما واقعية، فلابد لها أن تشتق من انطباع حسي ما،
والحال أن فكرة "الأنا" أو "الشخص" ليست انطباعا حسيا مفردا، بل هي ماتنسب
إليه مختلف الانطباعات. وإذا ما وجد انطباع حسي مولد لفكرة "الأنا" فلابد
أن يتصف هذا الانطباع بنفس صفات الأنا وهي الثبات والاستمرارية طيلة
حياتنا، والحال أنه لاوجود لانطباع مستمر وثابت: إن الألم واللذة، الفرح
والحزن، الأهواء والاحساسات...، حالات شعورية تتعاقب ولاتوجد أبدا متزامنة
أومجتمعة. وعليه ففكرة الأنا لايمكن ان تتولد عن هذه الانطباعات ولاعن أي
إنطباع آخر، ومن ثم فلا وجود لمثل هذه الفكرة واقعيا، ومن باب أولى ينبغي
الامتناع عن أي حديث عن الهوية الشخصية كجوهر قائم بذاته.


[b]
[b]ب- الذاكرة والهوية الشخصية


[b]بغض
النظر عما إذا كانت الهوية جوهرا قائما بذاته أو تعاقبا لحالات شعورية
متباينة، فإن الهوية ليست كيانا ميتافيزيقيا مكتمل التكوين منذ البدأ، إنها
سيرورة سيكلوجية تجد سندها المادي في الذاكرة، وعملية تطورية تنشأ تدريجيا
بفضل تفاعل الفرد مع الغير

سبق لــ ابن سينا أن لاحظ، في هذا الإطار،
بأن فعل التذكر هو الذي يمنح الفرد شعورا بهويته وأناه وبثباتها.ويتجلى هذا
واضحا في شعور الفرد داخلياً وعبر حياته باستمرار وحدة شخصيته وهويتها
وثباتها ضمن الظروف المتعددة التي تمر بها، كما يظهر بوضوح في وحدة الخبرة
التي يمر بها في الحاضر واستمرار اتصالها مع الخبرة الماضية التي كان يمر
بها.

إذا كانت الذاكرة هي مايعطي لشعور الشخص بأناه وبهويته مادتهما
الخام، فإن امتداد هذه الهوية في الزمان، كما يلاحظ جون لوك، مرهون باتساع
أو تقلص مدى الذكريات التي يستطيع الفكر أن يطالها الآن: وبعبارة أخرى إنني
الآن هو نفسه الذي كان ماضيا وصاحب هذا الفعل الماضي هو نفس الشخص الذي
يستحضره الآن في ذاكرته.

لهذا السبب، وعندما يتساءل برغسون عن ماهية
الوعي المصاحب لجميع عمليات تفكيرنا، يجيب ببساطة: إن الوعي ذاكرة، يوجد
بوجودها ويتلف بتلفها

ومن الجدير بالذكر أن الوعي بالذات على هذا النحو
الأرقى ليس مقدرة غريزية او إشراقا فجائيا، بل هو مسلسل تدريجي بطيء يمر
أولا عبر إدراك وحدة الجسم الذي ينفصل به الكائن عما عداه وعبر العلاقة مع
الغير.


[b]II-الشخص بوصفه قيمة


[b]
[b]استشكالات أولية:

مالذي
يؤسس البعد القيمي-الأخلاقي للشخص؟ وهل يمكن فلسفيا تبرير الاحترام
والكرامة الواجبة بشكل مطلق للشخص البشري ؟ وما علاقة ذلك بمسؤوليته
والتزامه كذات عاقلة وحرة تنسب إليها مسؤولية افعالها ؟

يستفاد من
المحورين السابقين أن الفرد وبشكل مجرد سابق على كل تعيين - أي وقبل أن
يتحدد بطول قامته أو لون عينيه او مزاجه أو ثروته- هو ذات مفكرة، عاقلة،
واعية قوامها الأنا الذي يمثل جوهرها البسيط الثابت ، وذلك بغض النظر عن
الاختلاف القائم بين الفلاسفة حول طبيعة هذا الأنا وعلاقته بالجسد
والانطباعات الحسية والذاكرة...

ولكن مافائدة هذا التجريد النظري على المستوى العملي؟ هل يمكن أن نرتب عليه نتائج أخلاقية ملموسة؟

[b]موقف كانط:العقل أساس قيمة الشخص وكرامته

انطلاقا
من هذا التجريد، ذهب كانط بأن الإنسان هو أكثر من مجرد معطى طبيعي، إنه
ذات لعقل عملي أخلاقي يستمد منه كرامة أي قيمة داخلية مطلقة تتجاوز كل
تقويم أو سعر. ومادام هذا العقل ومقتضياته كونيا، فإن الأنسانية جمعاء تجثم
بداخل كل فرد مما يستوجب احترامه ومعاملته كغاية لاكوسيلة والنظر إليه كما
لو كان عينة تختزل الإنسانية جمعاء. وهذا الاحترام الواجب له من طرف الغير
لاينفصل عن ذلك الاحترام الذي يجب للإنسان تجاه نفسه،إذ لا ينبغي له أن
يتخلى عن كرامته، بل يجب عليه دائما أن يحافظ على الوعي بالخاصية السامية
لتكوينه الأخلاقي الذي يدخل ضمن مفهوم الفضيلة، .

لقد كتب كانط هذه
الأفكار في "أسس ميتافيزيقا الأخلاق" في القرن الثامن عشر .وصحيح أن القرن
العشرين قد شهد تحسنا كبيرا للشرط البشري مقارنة مع قرن الأنوار: إلغاء
الرق، التخفيف من الميز ضد النساء...، بيد أنه عرف أيضا أهوال حربين
عالميتين جسدتا واقعيا فكرة الدمار الشامل، إنضافت إليهما حروب محلية شهدت
أبشع أنواع التطهير العرقي ومعسكرات الاعتقال... مما جعل التأمل الفلسفي،
في القرن العشرين يعاود مجددا طرح السؤال حول حرمة الكائن البشري وسلامته
الجسدية وبالخصوص حقه في عدم التعرض للأذى، "


[b]موقف طوم ريغان:قيمة الشخص نابعة من كونه كائنا حيا حاسا

تنتمي
فلسفة طوم ريغان إلى التقليد الكانطي، لكن في حين يؤسس كانط القيمة
المطلقة التي نعزوها إلى الكائنات البشرية على خاصية العقل التي تتمتع بها
هذه الكائنات، فإن طوم ريغان يعتبر هذا التأسيس غير كاف، وحجته في ذلك أننا
ملزمون باحترام القيمة المطلقة لكائنات بشرية غير عاقلة مثل الرضع
والأطفال عموما وكذا البلهاء ومن يعانون من عاهات عقلية جسيمة

وعليه فإن
الخاصية الحاسمة والمشتركة بين الكائنات البشرية الموجبة للإحترام ليست هي
العقل، بل كونهم يحيون حياة يعنيهم أمرها، بمعنى ان مايحدث لنا يعنينا نحن
بالدرجة الأولى بغض النظر عما إذا كان يعني شخصا آخر أم لا "

في هذا
الإطار لا يرى طوم ريغان أي مبرر، من وجهة نظر خلقية، لاحترام شيء ما حي،
لكن لا إحساس واع لديه وبالتالي لا يستطيع الشعور بأي مسرة أو ألم، متعة أو
معاناة، إلا القول إنه ربما لديه إمكان لأن يصبح كائنا حاسة واعيا، على
غرار الجنين.

ويمضي توم ريغان بهذا المبدأ إلى مداه الأقصى فيخلص إلى
أن جميع المخلوقات التي يمكنها أن تكون «قابلة للحياة»، أي مواضيع لوجود
يمكن أن يتحول للأفضل أو للأسوأ بالنسبة إليها، تحوز قيمة مطلقة ومن ثم
تستحق أن تحترم مصالحها في عيش حياة أفضل.


[b]
[b]
[b]III-الشخص بين الضرورة والحتمية


[b]
[b]
[b]استشكالات أولية:

يبدو
أن مدار الحديث عن مفهوم الشخص - كذات عاقلة وحرة تنسب إليها مسؤولية
افعالها - ينحصر في قضيتين: الكرامة والمسؤولية. يشير المفهوم الأول إلى
مايحق للمرء النمتع به بوصفه شخصا، بينما يشير المفهوم الثاني إلى ماهو
ملزم او ملتزم به أو مطالب به بوصفه شخصا أيضا.

بحثنا المفهوم الأول في
المحور السابق. إذا اقتصرنا الآن على المفهوم الثاني، فمن اليسير أن نتصور
بأن المسؤولية لاتنفصل عن صفة أخرى وهي الحرية التي يطالب بها الفرد كجزء
من كرامته، وهذه المرة أيضا، بوصفه شخصا.

لن نتوقف عند الحريات السياسية
لأن المانع دونها جلي واضح، وهو النظام السياسي ومختلف أشكال التضييق
والقمع التي يمارسها على حرية الأفراد في التجمع والتعبير، سيقتصر بحثنا
فقط على الحرية التي يحاسب الشخص بموجبها أخلاقيا من قبل الغير أو من قبل
ضميره الشخصي (تأنيب الضمير) ؛أو تلك الحرية التي تترتب عنها المسؤولية
المدنية أو الجنائية والتي بموجبها يحاسب المرء قانونيا أمام العدالة، ذلك
أن القاضي ملزم بإثبات خلو الفعل من الإكراه كشرط لإثبات المسؤولية أي توفر
عنصر الحرية والاختيار، وبناءا عليه يعرض المتهم نفسه للعقوبات المقررة

هل
هذه الحرية المفترضة موهومة، لأن الشخص يرزح تحت وطأة مجموعة من الإكراهات
والإشراطات التي لايطالها وعيه أحيانا، أم أن الشخص البشري ليس موضوعا
ولاتجوز في حقه مقولات العلم وعلى رأسها الحتمية؟

موقف العلوم الإنسانية: تتمثل الضرورة في خضوع الشخص لحتميات تتجاوز وعيه وتلغي حريته
في
المحورين السابقين تمت مقاربة مفهوم الشخص من زاوية الوعي وبشكل مجرد من
كل تعيين، بيد أن الكائن الشري بنية سيكوفيزيولوجية وكائن سوسيوثقافي، فلا
يسعه الإنفلات من قوانين الفيزيولوجيا والمحددات النفسية والإكراهات
السوسيوثقافية.

إن تجاهل هذه الشروط هي مايجعل كل إنسان يعتقد أنه السيد في مملكة نفسه، وأنه من اختار بمحض إرادته بعض ملامح شخصيته،
هناك
مذاهب فلسفية كثيرة قامت على فكرة الحتمية الكونية الشاملة فلم تر في
الشعور بالحرية سوى وهم ناتج عن جهل بسلسلة العلل والأسباب، وكما يقول
اسبينوزا، فإنا الناس يعوون حقا رغباتهم لكنهم يجهلون العلل الخفية التي
تدفعهم إلى الرغبة في هذا الموضوع او ذاك. وبيدو أن العلوم الإنسانية
المعاصرة تقدم دلائل إضافية داعمة للتصور الحتمي السبينوزي،: فالتحليل
النفسي مثلا يرى البناء النفسي للشخصية كنتيجة حتمية لخبرات مرحلة الطفولة،
كما أن الكثير من الأنشطة الإنسانية تحركها دوافع الهو اللاشعورية ذات
الطبيعة الجنسية أو العدوانية. هذا الهو الذي قال عنه "نيتشه": وراء أفكارك
وشعورك يختفي سيد مجهول يريك السبيل، إسمه الهو. في جسمك يسكن، بل هو
جسمك، وصوابه أصوب من صواب حكمتك"، بل إن بول هودار يذهب إلى حد القول بأن:
" كلام الإنسان كلام مهموس له به من طرف الهو، الذي يعبر عن نفسه في
الإنسان عندما يحاول الإنسان أن يعبر عن ذاته !!"

أما بالنسبة لعلماء
الإجتماع والأنثربولوجيا، فإن طبقات مهمة في الشخصية لاتعدو أن تكون سوى
انعكاس للشخصية الأساسية للمجتمع أو الشخصية الوظيفية لجماعة الإنتماء،
بحيث يمكن القول مع دوركايم أنه كلما تكلم الفرد أو حكم ، فالمجتمع هو الذي
يتكلم أو يحكم من خلاله. وإذا كانت التنشئة الإجتماعية تزود الفرد بعناصر
من ثقافة المجتمع، فأن هذه الثقافة بدورها حسب التحليل الماركسي ليست سوى
انعكاس للبنية التحتية المستقلة عن وعي الذوات: لأن الوجود المادي هو الذي
يحدد الوعي لاالعكس.

حاصل الكلام هو اختفاء الإنسان أو موته كما أعلنت
البنيوية، لأن البنيات النفسية الإجتماعية اللغوية... هي التي تفعل وليس
الذات أو الفرد. هل يمكن بعد كل هذا الحديث عن الإنسان كما نتحدث عن ذات أي
عن كائن قادر على القيام بعمل إرادي؟ هل للسؤال "من أنا " بعد من قيمة؟ !!


[b]موقف سارتر ومونييه:إن كون الكائن البشري شخصا هو بالضبط مايسمح له بأن يبارح مملكة الضرورة؟


[b]رغم
كل ماذكر فإن الإنسان لازال يقنع نفسه بأن له شيئا يفعله، شيئا يبقى عليه
أن يفعله. إن النظر إلى الشخص باعتباره ذاتا ووعيا يمكننا من القول بأن وعي
الإنسان بالحتميات الشارطة يمثل خطوة أولى على طريق التحرر من تأثيرها
وإشراطها المطلق، بلقد اشتقت الوجودية مقولة " أسبقية الوجود على الماهية "
من خاصية الوعي،، لأن الإنسان ليس وجودا في ذاته كالأشياء، بل وجودا
لذاته: يوجد ويعي وجوده، مما يجعل وجوده تركيبة لانهائية من الإختيارات
والإمكانيات؛ وعلى عكس الطاولة أو الشبل اللذان يتحدد نمط وجودهما بشكل خطي
انطلاقا من ماهيتهما القبلية، فإن الإنسان مفتقر إلى مثل هذه الماهية التي
قد تسمح بتعريفه أو الحديث عن شخصيته على نحو قبلي مسبق. صحيح أن الفرد
يحيا على الدوام لا في المطلق، بل في وضعية محددة اجتماعيا وتاريخيا، لكن
ردود أفعاله واختياراته لاتحددها هذه الشروط الموضوعية وحدها، بل وأيضا
المعنى الذاتي الذي يفهم بموجبه هذه الشروط والأوضاع مما يفسح مجالا واسعا
للحرية وانفتاح الممكنات. من هنا نفهم تصريح سارتر بأن الإنسان مشروع في
سماء الممكنات، محكوم عليه بأن يكون حرا، وبان الإنسان ليس شيئا آخر غير
مايصنع بتفسه.

ونستطيع استثمار أطروحة سارتر التي أتينا على ذكرها
للقول بأن الإنسان ليس آلة إلكترونية، حتى لو أضفنا لها صفات الذكاء والصنع
المتقن كما يقول إيمانويل مونييه الذي يرفض كل اختزال للشخص إلى شيء أو
موضوع لأن البشر ليسوا صنفا من أشجار متحركة أو جنسا من حيوانات ذكية

وعليه
ينبغي مراجعة الخطاطة التبسيطية التي تجعل الشخص والظاهرة الإنسانية عموما
خاضعة على غرار الظواهر الطبيعية لمقولات العلم الموضوعي وعلى رأسها
الحتمية،


[b]خلاصة عامة للدرس:

إذا كان لابد من خلاصة تجمع أطراف
موضوع متشعب كموضوع "الشخص"، فسنقول بأن الشخص، تلك الوحدة الصورية، ذلك
الكائن المفكر العاقل والواعي...إلخ ينطوي في المستوى المحسوس على شخصية هي
حصيلة تفاعل بين عوامل باطنية وأخرى متعلقة بالمحيط الخارجي، إنها ذلك
الشكل الخاص من التنظيم الذي تخضع له البنيات الجسمية، النفسية
والإجتماعية. صحيح أن هذا التنظيم يخضع لعوامل ومحددات موضوعية كثيرة، لكن
ذلك لايلغي دور الشخص في بناء شخصيته. وإذا ما بدا موضوع الشخص إشكاليا
متعدد الأبعاد، فماذلك إلا لأن دراسة الشخص ليست إلا إسما آخر لدراسة
الإنسان بكل تعقده وغموضه.
[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://albahito.alafdal.net
 
دروس الفلسفة الثانية بكالوريا"الشخصية"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دروس الثانية بكالوريا الفلسفة درس "الحرية"
» دروس الفلسفة الثانية بكالوريا "الـــــحق"
»  دروس الفلسفة الثانية بكالوريا: "الشخص"
» دروس الثانية بكالوريا آداب جميع المواد
»  هام : روابط تحمل كل مايخص الثانية بكالوريا آداب وعلوم دروس جميع المواد مع تلخيصات هامة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنــتـديات البــــــاحــث الأفـضــــــل  :: الباحث التربوي الشامل :: . :: ثانوي تأهيلي-
انتقل الى: