أسباب تراجع الأمة

في وقت كثرت فيه المشاكل، وعمت البلوى من كل الجوانب، بات من الواضح جدا
والكل يعلم ذلك أن يتساءل عن أسباب تراجع الأمة الإسلامية إلى
الوراء،وأعتقد أن مرد انهيارها وتراجعها بالأساس يرجع إلى جملة عوامل منها :
أولا بعدها عن كتاب الله وثاني هذه الأسباب والعوامل عدم تمسكها بشرع الله
تعالى،لأن القران الكريم هو حبل الله المتين، والصراط الهادي إلى ارتقاء
مسالك العلم والمعرفة، ونحن إذ نتحدث عن هذا التراجع فإننا نقصد به تراجع
في العلم والصحة والمثاقفة .........بل في جميع الميادين ولهذا السبب وغيره
ولأسباب أخرى جعلتني أكتب هذا المقال البسيط.
ولان المسلمين الآن يتخبطون في جملة هذه الأسباب، فان المشكل الواحد والأوحد هو ما جعل الخبث هذا يظهر، والزخم المشكلاتي يكثر.
وان للمسلمين أن يرجعوا إلى كتاب الله جل ثناؤه وجلت قدرته وإني لأنصح
به نفسي أولا وإياكم بالتمسك بكتاب الله تعالى لأنني أراه السبيل الأنجع
والحل الذي ما بعده حل للخروج من هذا المأزق، والحذر من التفريط فيه، لأن
عزة الإسلام راجعة إلى قدر تمسكها بهذا الدين، وذلها يرجع إلى تفريطها في
هذا الدين مصداقا لقوله تعالى ّمن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملونّ سورة النحل
الآية 97.ولقوله تعالى إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ّ
وقوله تعالى ّومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ّسورة طه الآية 124.
إن الله لا يضيع اجر المحسنين
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

كتبه العبد الفقير إلى مولاه لحبيب اكبيري علوي

بسم الله الذي لا يعلو على اسمه شيءٌ في الأرض و لا في السماء.
إن الحديث عن أسباب تراجع الأمة الإسلامية هو حديث يرجع بنا و لا شك إلى استرجاع تلك الأيام الخوالي و اللحظات المشرقة في تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة،و ما من شك فيما أوردت أخي الحبيب في خضم تحديدك لأسباب و مسببات هذا النكوص و التراجع و إجمالها في سببين رئيسيّين يتمثلان في "البعد عن كتاب الله" و "عدم التشبُّث بشِرعته عز و جل "،إلا أن الكثير من الدارسين و المفكرين تصدوا إلى الظاهرة بكثير من التفصيل و أوردوا فيها مؤلفات متميزة تعرض للأسباب و تتجاوزها لتصور حلول ناجعة و كفيلة ببعث الفكر العربي الإسلامي و إعادته إلى المنهاج القويم الذي يبقى هو الحل الوحيد و الأوحد لتحقيق كل تقدم أو نهضة لهذه الأمة المنسلخة عن شريعتها و النائية عن تعاليم دستورها الذي يعلو كافة الدساتير الوضعية بمواصفاته الربانية التي لا تترك صغيرة و لا كبيرة في كل ما يتصل بحياة الفرد و الجماعة من قريب أو بعيد.و في طليعة من قدموا أعمال متميزة و رائدة في هذا الباب نلفي الدكتور و الناقد و المفكر العربي محمد عابد الجابري في كتابه "فهم القرآن الحكيم"،و"تكوين العقل العربي"و"بنية العقل العربي"،"العقل الأخلاقي العربي"،و كذالك "الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة".و لمحمد أراكون نجد كتاب "القرآن:من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني"و "نزعة الأنسنة في الفكر العربي"،و له أيضا بمعية آخرين كتاب رائع في الموضوع بعنوان "دين الإسلام و الدنيا"،و لا ننسى ما قدمه الدكتور طه عبد الرحمان في كتابيه "روح الدين:من ضيق العلمانية إلى سعة الإئتمانية " و "سؤال العمل:البحث عن الأصول العلمية في الفكر و العلم "،و غيرهم كثير إذا ما رمنا البحث في تفاصيل القضية،لكن تبقى الخطوط العريضة و التي انطلقوا منها جميعا هي ما أشرت إليه أستاذي و أخي العزيز مولاي الحبيب اكبيري جزاك الله خيرا و أدامك على المحبة و الوفاء.

مع تحيات أخوك سعيد إدريسي