ورقــة حــــول الـــورق

ورقــة حــــول الـــورق

ورقــة حــــول الـــورق Paper_Making_Plant_Paper_Forming_plant_Paper_making_machine

كان "القلم" هو الذي أثقلها بحبره، و "الكاتب" هو الذي وقف خلف هذا المشهد، هي التي تبدو تارة مثقلة بكلمات سخية ترددها أصوات شجية بألسنة عربية، في لحظة من
لحظات التأمل قبل تسويد عذريتها؛ إنها لحظة الكتابة، حول مدار الكلام في هذه الورقة وفي الآن نفسه حولها ، فبعد تقديم هذا الميثاق التعاقدي المعلن، الذي سيروم الحديث عن الورق، في إطار يتسم بالتوسط بين الإيجاز المخل والإطناب الممل، حتى يسهل علينا الولوج إلى تقديم هذه الورقة.
إن الحديث عن الورق يقتضي العودة إلى أهم ما كتب عنه، بغية إفادة القارئ الذي يؤمن بعدالة فعل القراءة،فالورق مادة هامة في حياة الإنسان، فهو يلبي حاجات الإنسان في مختلف جوانب حياته، فلولاها لما تعرفنا عن التاريخ، الذي يعد ذاكرة حية لأي أمة من الأمم، فبقدر ما تحسن الأمة التعامل مع تاريخها تقوى شخصيتها وتبرز قيمتها، فلولاه لما انتشرت الحضارة الإنسانية على نحو ما انتشرت.[/size]كان مصدر الورق في الماضي يتمثل في الخِرق والأسمال البالية (أي اللباس البالي القديم) ولكن تغير الحال عما كان عليه، وأصبح مصدره الأساسي منذ عهود قديمة هو الخشب. وأهــل الصين، هم الذين بـــدأو صـناعة الورق من الأسمال والخِـرق، وكــان ذلك قبـل نحو 2500 سنة، وقد أخد العرب عن أهـل الصين هذه الصناعة فنشروها في مشـارق العالم العربي ومــغاربه، ولست أنسى هنا أن أتذكـر وأذكـر ما أورده "ابن بطوطة" في حديثه عن بلاد الصين، بحيث شاهد في كل مدينة من مدن الصين حيا خاصا بالمسلمين ينفردون بسكانه به. ولهم في كل بلد شيخ يدعى شيخ الإسلام. يرجع إليه المسلمــون في شـؤونهم.
وفي العصور الحديثة، عمت أوربـا وأمريكا الثورة الصناعية، وتكاثــر سكان هاتين القارتين، ولا شك هنا أن الحاجة إلى الورق ستتضاعف، وبالتالي يكثر الطلب على نفس المادة، وأصبحت مصـادر الورق القديمة لا تلبي الغرض الأساس . وهكـذا لجأ الإنسان إلى الغابات وراح يصنع الخشب كمصدر لصنع الورق، بعد أن يتم تحويله إلى عجينة،غير أن عجينة الخشب ليست المصـدر الوحيد لصناعة الورق، فهناك مصادر كيماوية، تخصص لصناعة عجين؛ يسخر في إنتاج أنواع ممتازة من الورق ذات كلفة عالية.
ولا يفوتني أن أٌفرد حيزا منا سبا في هذه الورقة، لتحتوي ألف تحية شكر وولاء للذين يسخرون أقلامهم و أوراقهم للوصف المحقق لمعنى الحياة؛ العلم النافع والمفيد، ولزوار منتدى مجموعة الشباب الباحثين، فلنكن جميعا مــداد إضافيا على درب المساهمة بالعمل المنتج.